جمعيات الإحسان في خدمة أجندة الانتخابات.

0 857

مولاي المصطفى لحضى /بيان مراكش

تكاثرت جمعيات تحت مسميات الإحسان و التخفي وراء رعاية الأيتام و الارامل؛ أعضاء مكاتبها لها توجهات سياسية اسلامية ترمي إلى توسيع قاعدة الأتباع في صفوف فئات عريضة من المجتمع خاصة منها النساء و الشباب باستغلال الظروف القاسية و حالات العوز الاجتماعي .

و يستثمر رؤساء جمعيات الإحسان في الترويج لخطاب ديني يرتكز على الصدقة و الزكاة و التآزر في مقرات على غفلة من أعين الأجهزة الرقابية و في تكتم و سرية شديدين مستغلين حتى في هذا الأمر قول الرسول صلى الله عليه وسلم ” و استعينوا في قضاء حوائجكم بالكتمان ” !

و تستهجن هيئات المجتمع المدني و الحقوقي المتاجرة في مآسي المواطنين و التلاعب على مشاعرهم و تسويق الوهم لهم مقابل فتات موسمي في مناسبات دينية كعيد الاضحى و عيد الفطر و شهر رمضان تتمثل في توزيع قفف لا تتجاوز قيمتها 150درهما في سنة ايامها 365 يوما .

و لا يقتصر عمل جمعيات الإحسان ذات المرجعية الإسلامية على توزيع الصدقات و القفف و الادوات المدرسية و غيرها ، بل تسهر على تنظيم جلسات دعوية تحت غطاء التوعية و التحسيس لفائدة نساء في تجمعات سكنية يكون الغرض منها حجز الاصوات الانتخابية في موعد الاستحقاقات، و يتم استثناء من لم يخضع لاديولوجية التنظيمات الإسلامية المنضوية في إطار جمعيات الإحسان من اي دعم مادي على غرار المُريدين و الأتباع , مما يؤكد تعامل رؤساء الجمعيات الاحسانية بمنطق الزبونية و المحسوبية او الاهل و العشيرة حسب ما هو متداول في صفوفهم !

و يشتغل أغلب رؤساء جمعيات الإحسان في اسلاك التربية و التعليم، و يعيشون حالا من الرفاه الاجتماعي، حيث يمتلكون عقارات و منازل و سيارات فارهة على النقيض من زملائهم في العمل الذين يُكابدون لتسديد اقساط السكن و السيارة !

و بينما تسعى الدولة جاهدة الى تحقيق دولة مدنية حداثية، تنفلت جمعيات الإحسان للعمل في الكواليس موازاة مع مؤسسات الدولة و تبخيس دورها و انتقاد التعامل مع المؤسسات المالية بإطلاق فتاوى التحريم و شرعنة بدائل اخرى سرية .

و تدعو فعاليات المجتمع المدني و الحقوقي الى اليقظة و الحذر من استغلال طهرانية الشريعة الإسلامية في أمور السياسة، و تنوه إلى أن الشعب المغربي تواق الى تحقيق التنمية بما يحفظ كرامته دون إذلال او تركيع ؛ فالمقاربة الحقوقية أولى و أسبق من مقاربة الإحسان .

قد يعجبك ايضا

اترك رد