“دور الإعلام الجهوي في إبراز التراث الثقافي” محور ندوة بالداخلة

0 599

شكل موضوع “دور الإعلام الجهوي في إبراز التراث الثقافي” محور ندوة نظمتها جمعية حماية للبيئة والتنمية المستدامة، مساء أمس الخميس بالداخلة.

وتندرج هذه الندوة، المنظمة بدعم من المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بجهة الداخلة – وادي الذهب وبتعاون مع المديرية الجهوية للاتصال، في إطار تفعيل برنامج تظاهرة “رمضانيات 2019″، الممتدة من 13 ماي الجاري إلى 03 يونيو المقبل.

وأبرز السيد لبات الدخيل، المدير الجهوي للاتصال، في مداخلة حول “الإعلام وسبل الارتقاء بالثقافة الحسانية”، أهم المحطات التي تناولت مجال دعم وتعزيز الموروث الحساني والارتقاء به، من أجل صون الذاكرة الجماعية وتثمين المجال الحضاري والثقافي بالأقاليم الجنوبية للمملكة.

وأكد السيد الدخيل، في هذا الصدد، على أهمية الخطب الملكية ودورها في الحث على صيانة التراث الحساني المحلي، كما تناول دستور 2011 الذي نادى بضرورة الاهتمام أكثر بهذا التراث اللامادي، الذي يشكل أحد روافد الهوية المغربية.

وأشار إلى مجموعة من الاتفاقيات والشراكات والأنشطة والمشاريع التي تناولت موضوع الثقافة الحسانية، كالمهرجان الوثائقي بالعيون، ومهرجان واد نون للسينما، ومهرجان الفيلم بآسا، وغيرها من الأنشطة التي اهتمت بالتراث الحساني وحاولت الارتقاء به وصيانته.

كما تطرق إلى الدور الكبير الذي يضطلع به الإعلام الجهوي في صيانة الثقافة الحسانية والنهوض بها، من خلال تقديم مواد إعلامية حوارية وترفيهية وإدراج برمجة متنوعة تهتم أساسا بالتراث والمجال وإبراز أهم المقومات التي ترتكز عليها الثقافة الحسانية.

من جهته، قدم السيد محمد عالي التروزي، مدير المركز الجهوي للتكوين المستمر بأكاديمية الداخلة – وادي الذهب، لمحة عن مفهوم التراث عموما وأنواعه وأهمية الحفاظ عليه، معتبرا أن تراث الشعوب ينعكس على سلوك الأفراد ويساهم في تقدمها الحضاري والفكري والاجتماعي.

وأضاف، في مداخلة حول “التراث الثقافي الحساني وآليات الحفاظ عليه”، أن المتأمل للأقاليم الجنوبية للمملكة يتضح له بجلاء وجود صبغة ثقافية خاصة بهذه المجالات الصحراوية، تشمل زخما فريدا من العادات والتقاليد (اللباس، الشعر، الموسيقى، الرقص..)، والتظاهرات الثقافية (سباق الهجن، أسبوع الجمل، مهرجان أزوان، مهرجان ملك الفرك ان..،).

وأكد السيد التروزي أن التراث الثقافي الحساني يرتكز على خزان تاريخي شفهي ينبغي تدوينه وتوثيقه للحفاظ عليه وحمايته من الضياع والاندثار، لما لذلك من أهمية في صون التراث الثقافي والاعتزاز بالمكون الاجتماعي والحضاري المحلي.

وشدد على ضرورة اتخاذ مجموعة من التدابير لصيانة هذا المورد التراثي، من خلال العمل على إحداث معهد وطني للثقافة الحسانية، ونواة جامعية متعددة الاختصاصات تهتم بالشأن الثقافي والتراث الحساني، وإنشاء فضاء للألعاب الشعبية والتقليدية الصحراوية، وتنظيم مهرجان للأمثال والحكايات الشعبية، ورد الاعتبار للتراث المعماري والتاريخي المحلي.

ومن جانبه، قال السيد بكار الدليمي، مدير مكتب قناة العيون بالداخلة، إن هذه الأخيرة ساهمت بقوة في إغناء مجال الثقافة الحسانية، حيث عملت على تكوين أرشيف مهم من الشعر الحساني الذي لم يكن مدونا بل يحفظه بعض الشيوخ والشباب المهتم.

وأوضح السيد الدليمي، في مداخلة تليت بالنيابة عنه حول “دور وسائل الإعلام في حماية التراث بكافة أشكاله”، أن قناة العيون خصصت منذ نشأتها حيزا مهما لدعم الثقافة الحسانية، من خلال برامج متواصلة ومتنوعة تشمل مسابقات وندوات وحكايات تاريخية.

وأضاف أن القناة ساهمت كذلك في توثيق وتشجيع التراث الموسيقي الحساني، وتشجيع إنشاء فرق مسرحية من خلال تسجيل أزيد من 260 مسرحية، وتشجيع شركات الإنتاج على إنتاج دراما حسانية.

قد يعجبك ايضا

اترك رد