” ذكرى بعد فوات الآوان…”

0 352

بقلم :هشام الدكاني

لماذا أصبحت بعض الرموز الرياضية الذين نقتلهم قهرا وغبنا نحتفي بهم بعد موتهم!؟
على الأغلب لا يتم ذكرهم أو تكريمهم والإحتفاء بهم ، إلا بعد موتهم ، وهو ما سماه بعض الكتاب بـ :
(التكريم القاسي) ، فقد كان رحيل هؤلاء العباقرة منبها أو صحوة أعادت لنا وعينا فٱكتشفناهم ولم نكن نفطن لوجودهم بيننا ، أو كنا نتجاهلهم ، بل هم مبدعون لهم آثارهم التي عرفوا من خلالها ، وكأننا في حال كهذا نقول لهم:
” إننا ننتظر موتكم لنقوم بذكركم أو بتكريمكم أوالإحتفاء بكم ” ، ولكنكم ستبقون مهملين لا أحد يهتم بكم وأنتم أحياء!!!
وعليه أعتقد أن هذه الإمتدادات التراثية أثرت على السلوك الثقافي وهو أننا لا نحتفي بالتجارب إلا إذا مات صاحبها ، وهذا الأمر يجب تجاوزه من خلال إعادة علاقتنا بالحياة إلى مجراها الطبيعي وأن نكون أبناء الحياة وإذا جاء الموت كنا أبناء الآخرة ، أما أن نكون أبناء الموت قبل أن يأتي ونكون سفراؤه بالحياة وهو لم يكلفنا بذلك ، فهذا أمر غريب وبشع.
بالمقابل لا يمكن أن نقول عن التكريم أو الذكرى الحسنة سوى أنه تقليد طيب مهما كانت نوايا القائمين عليه لأنه يدخل في ثقافة الإعتراف وعليه لابد من تكريسه في مشهدنا الثقافي-الرياضي.
بل يجب أن تكون لنا الجرأة وأن نعترف بالتجارب الجيدة والجادة مهما كانت حتى وإن لم توافق مزاجنا الفكري ، وعلينا أن نعترف بالجيد حتى نخلق نوعا من التراكم والإمداد والتواصل.

قد يعجبك ايضا

اترك رد