ذكرى رحيل المناضل والقائد الطليعي محمد بوكرين.

0 509

بقلم : رشيد الإدريسي

تحل اليوم ذكرى رحيل احد القامات النضالية بتاريخ المغرب ،انه المناضل والقائد الطليعي محمد بوكرين ، احد مؤسسي الحركة الاتحادية الاصيلة واحد اطرها الوفية والصادقة الذي انخرط في المسيرة النضالية مند شبابه في مواجهة الاستعمار والاستبداد والتسلط ،وانحاز للكادحين والعمال مدافعا شرسا على تطلعاتهم وحقوقهم ملتزما ومنظما وموجها ، تحمل كل صنوف القمع والتضييق ، قضى مدة طويلة متفرقة في السجون والمعتقلات في مختلف المراحل والعهود حتى اطلق عليه لقب معتقل الملوك الثلاثة ، اسهم في تأسيس التنظيمات الحزبية لحزب الطليعة وقبل ذلك خاض صراعا فكريا وسياسيا وتنظيميا كبيرا ضد التوجه اليميني والانتهازي ،ولعب دورا محوريا في العمل النقابي تأسيسا ومواكبة ومواجهة مع البيروقراطية والتوجهات اللاديمقراطية ،محذرا من تأثيرها السلبي على الحركة العمالية والحركة التقدمية.
وعلى المستوى الحقوقي ساهم في تأسيس الجمعية المغربية لحقوق الانسان للتصدي للانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان، وفضح ممارسات النظام والتضامن مع الضحايا ومؤازرتهم ضد كل اشكال القمع والتسلط وانتهاكات حقوق الانسان،
وكان من ابرز اعضاء اللجنة التحضيرية التي باشرت عمليات التحضير من اجل تأسيس هذا الاطار الحقوقي في اواخر السبعينات ، وبعد مرحلة القمع الذي تلت التأسيس اسهم من جديد في اعادة احياء الجمعية وبعث الروح في مفاصيلها في اواخر الثمانينات ،كما اسهم في تأسيس المنتدى المغربي من اجل الحقيقة والانصاف ،ولعب دورا مهما في الكشف عن الكثير من الحقائق المتصلة بانتهاكات الماضي، ودافع عن قناعته بان طي صفحة الماضي لن يكتب لها النجاح بدون القطع مع الاستبداد والتسلط والقمع والتأسيس لديمقراطية حقيقية والكشف عن الحقيقة الكاملة والمساءلة وعدم الافلات من العقاب ، ولذلك بقى منسجما مع قناعته رافضا اي تعويض مادي معتبرا التعويض الحقيقي هو تحقيق مجتمع الحرية والعدالة والكرامة .

في ذكراك أيها المناضل والقائد الصلب محمد بوكرين، نستحضر تاريخا مجيدا ومشرقا لمواقف ونضالات كنت في مقدمتها، سخيا،واضحا ،نقيا وصلبا، لم تتخلف ولم تنحني للجلاد كنت تقول للمستبد انت مستبد بلا روتوش أو كلام منمق ،
تنحاز للفقراء والكادحين الذين كانوا بوصلتك مدافعا شر سا عن حقهم في الكرامة والعدل، ومناضلا من أجل قيم الحرية وحقوق الإنسان التي أسهمت بشكل رئيسي في بناء تنظيماتها واشتراكيا أصيلا دافع عن الاشتراكية كبديل لنظام الاستغلال والقهر.. ومناضلا وقائدا طليعيا لعب ادوار أساسية وتاريخية في بناء التنظيم واشعاعه، كنت تعرف بحسك النقدي ووعيك الثوري ان هذا الشعب الكادح سينهض من جديد رغم الضربات والطعنات، وأن فجرنا الجديد فجر الحرية يستحق كل التضحيات.. التي كنت تعطي المثال الناصع عنها وأنه مهما طال سيبزغ نوره ساطعا وهاجا
الى روحك السلام ايها المكافح الذي حين رفع شعار مامفاكينش كان يد رك ان الطريق طويل و شاق وان هناك من سيتعب ويمضي في السراب وأن الإنسان إذا فقد هويته وعمقه فقد كرامته،

ستظل ذكراك وكلماتك ومواقفه وبطولاتك منارات مضيئة لكل الأحرار والتواقين للحرية والخلاص من الاستبداد
ا.رشيد

قد يعجبك ايضا

اترك رد