– رسالة مباشرة إلى عزيز أخنوش “زعيم” حزب التجمع الوطني للأحرار RNI

0 629

رسالة إلى صديقنا عزيز أخنوش :
أخاطبكم اليوم بإسمي وهويتي الحقيقية ولا أجد أي سبب يدفعني للإختباء وراء إسم مستعار لأعبر عن رأي في الأحداث الوطنية كما يفعل بعض الكتاب والمدونين في عالم الفايسبوك.
خطابي إليك سيكون مبني على معطيات ومعلومات دقيقة مرفوقة بأذلة قاطعة، حتى لا يتم إتهامنا من طرف أنصارك والكتائب الإلكترونية التابعة لحزبك بالتحامل المجاني على شخصكم، مقالنا هذا الهدف منه هو تنوير الرأي العام، والقيام بواجبنا ودورنا في توضيح بعض الأمور الغامضة، سنقوم خلاله بالرد على بعض تصريحاتك المجانبة للحقيقة …
“والدنا كان مقاوم وشجاع وعصامي بنى ثروته من الصفر”؛ فعلاً والدكم أحمد أولحاج (لقبه قبل الإستقلال) كان شجاعاً ولكن في البطش، والدليل تقارير الإستخبارات الفرنسية الصادرة في سنة 1947 التي أكدت أن والدكم كان ينعت في موطنه بتفراوت ب “ديكتاتور سوس” بسبب تصديه لنشاط الأحزاب وبالأخص حزب الشورى والإستقلال، كما قاد حملة شرسة ضد الحزب الشيوعي المغربي، ووضع حداً لنشاطه في مركز إنزكان، وفي صفوف فلاحي تارودانت حيث أقسم والدكم في أبريل 1947 أنه في غضون شهرين لن يبقى شيوعي واحد في المنطقة مستغل الإدارتين الداخلية والخارجية في تصفية الشيوعين (بقية القصة طويلة) إلخ.
أما قولك بخصوص بناء والدكم لثروته من الصفر، مردود عليك وأنصحك بالرجوع للتاريخ وقراءته بتمعن لتعرف كيف كانت بدايات والدكم في عالم المال والأعمال.
في نهاية الحرب العالمية الثانية بدأ الإنتعاش الإقتصادي يدب في أوصال أكادير نتيجة تدفق الرساميل الفرنسية نحوها مما حذا بوالدكم أحمد أولحاج إلى التقرب من محيط القصر الملكي وبالضبط ربط الصلة بالأمير الحسن بن يوسف أخ السلطان محمد الخامس وخليفته في تزنيت، حيث أهداه بعد توسله إليه عدة أسهم من شركته “مراخم سوس” التي كانت متخصصة في تصدير الرخام نحو إيطاليا، ليقوم بعذ ذالك بسنوات قليلة المشاركة في تأسيس شركات فرنسية مغربية مشتركة مجهولي الإسم حيث كان مساهماً كبيراً فيها؛ وفي سنة 1956 سيقوم والدكم بافتتاح محطتين لتوزيع الوقود قبل أن يؤسس سنة 1959 “أفريقيا” (الشركة المغربية لتوزيع المحروقات) بشراكة مع صهره محمد واكريم، تدفعنا الظروف الملتبسة التي رافقت ميلاد أفريقيا وتغول مجموعة “أكوا AKWA” في الإقتصاد المغربي إلى التساؤل : هل كانت المجموعتان ملكاً خالصاً للأخنوش الأب ..؟ أم أن الرجل كان فقط يشغل تاجر السلطان ..؟

  • تقول : “حزبنا مستقل في قراراته ولا أحد يقوم بتوجيهنا” تصريح يثير الضحك والسخرية هل تعتقد سيدي البرجوازي أنك تخاطب جيل أبائنا وأجدادنا، إنك مخطئ في تصورك؛ الجميع يعرف الظروف التي جاء فيها حزب التجمع الوطني للأحرار RNI للساحة السياسية سنة 1978، وولادته كانت في دواليب وزارة الداخلية مع محمد بنهيمة وزير الداخلية وادريس البصري كاتب الدولة في الداخلية، ومنح شرف تأسيسه وقيادته لصهر الملك الراحل السيد أحمد عصمان سنة الذي إستمر في عمله في الأمانة العامة لعقود طويلة إلى حين العهد الجديد حيث تم الإنقلاب عليه من طرف محمد المنصوري بإيعاز من الجهة المعلومة.
    حزبكم أيها البرجوازي إداري 100% ولاداعي للأن تحاولوا إخفاء الشمس بالغربال، وتصريحكم لا يستحق الكثير من التعقيب.
    “إذا فشلنا في تنزيل خطتنا في التعليم والصحة والتشغيل سنرحل”؛ ما هذا يا هذا بالله عليك، على من تضحك بكلامك التافه، متى كان لرؤساء الحكومات على مر التاريخ حرية قرار الرحيل من مناصبهم، لم يفعلها زعماء كبار يجرون خلفهم مسار نضالي طويل، لننتظر منك أنت بالذات أن تفعلها وصورتك وأنت تقف مثل التلميذ الكسول وفرائصك ترتعد من الخوف أمام وزير الداخلية القوي في عهد الحسن الثاني إدريس البصري وهو يوجه لك التوبيخ من أعلى رأسك إلى أسفل قدمك لا تزال شاهدة عليك (رابط الفيديو في أول التعليق) بدون لف أو دوران أنتم صنيعة المخزن وتأتمرون بأوامره وتعليماته ولا تملكون الحق في القيام بأي خطوة بدون الرجوع لصاحب ألة التحكم عن بعد.
    أرجوك أن تتوقف عن الإدلاء بتصريحات أكبر منك.
    صديقنا عزيز أخنوش، قمت بمخاطبتك اليوم رغم علمي اليقين أنك مجرد دمية في يد مهندس المرحلة الذي يختبئ وراء قبعة مستشار ليمارس مهامه بهدوء بعيداً عن الضوضاء مستفيد من أخطاء أستاذه إدريس البصري.
    حالتك تدفع للشفقة، وهذه حقيقة وليست مبالغة وأنا أرى حالة الإرتباك التي كنت عليها في حوار أمس وأجوبتك الغير المقنعة رغم تواطئ الصحفيين.
    صديقنا عزيز أخنوش، وضعنا السياسي بائس وممل وزاده حضورك بؤساً وعبثاً، ولكن اللوم ليس عليك بل على من قام بإقدامك من عالم المال والأعمال لتشارك في لعبة أكبر منك ولتقوم بدور سياسي لا تفقه ولا تفهم خلفياته، على كل حال بنسبة لقوى التحكم؛ هذا لايهم، ما دمت ستحضى بدعمهم وسيكونون بجانبك وبالتأكيد سيسهلون مأموريتك أثناء رئاستك للحكومة القادمة.
    سأختم مقالي بمثل عالمي رائع : “يمكنك أن تضحك على بعض الناس لبعض الوقت، ويمكنك أن تضحك على كل الناس لبعض الوقت، لكن لايمكن أن تضحك على جميع الناس كل الوقت”.
    تحياتي.
    – بقلم شعيب جمال_الدين
قد يعجبك ايضا

اترك رد