بيان مراكش/ادريس حيدرة
بعدما ظل الشاعر المغربي ابن مدينة خريبكة.. والقاطن منذ ثلاثين سنة بجماعة الأوداية نواحي مراكش… بعدما ظل نجمه آفلا وسط أصوات مختلفة متعددة الأهداف والمرامي… حيث اقتصر حضوره على اللقاءات المحلية والمناسباتية….
هاهو الصوت الحقيقي للقصيدة العمومية يشق طريقه… وفي البداية بأربعة القاب عربية.. دون أدنى جهد… ليطيح بفطالحة الشعر العربي العمودي في الآونة الأخيرة…. شاعر كبير… شاعر بالسليقة والطبع….ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا بأن الرجل يستطيع أن يتكلم شعرا.. فهو ينظم قصائده بسرعة البرق… مستحضرا رصيدا وافيا في اللغة والبلاغة والصور المجازية..يساعده على ذلك إلمام كبير بعروض الشعر العربي القديم …وخيال لا حد له…
الشاعر محمد رحيمي نظم في جل الأغراض الشعرية… وهو مسكون بالقصيدة العربية القديمة… يلقيها فيما يشبه (الجدية)…
ولانه ظل مغمورا بمحيطه القريب ..ماعدا المؤسسات التعليمية آلتي احتضنته مبكرا….
فقد فاجأ الجميع بتونس في اول لقاء عربي…
وهاهو الآن مرشح لنهائيات( شاعر العرب) لهذا الموسم…
ونوافيكم باخر قصيدة له بمناسبة نهاية السنة الميلادية بعنوان… (…….)
يَا رَقْــمَ عِــشْـرِيــنَ
(البحر البسيط)
شعر : محمد صالح رحيمي (من المغرب)
َأَعْدَاؤُنَا رَحَلُـواْ فَارْحَـلْ كَمَا رَحَـلُــواْ
هَلْ يَذْكُـرُ النَّاسُ عـَاماً شَـمْـسُهُ زُحَلُ ؟
كَمَّمْتَ أَفـْوَاهَنَا .. كـَبَّلْتَ أَنْـفُـسَــنَا
مَنَـعْتَ عَـنَّـا ذَوِي الْأرْحَــامِ لاَ نَـصِـلُ
كُنَّا نُـقَـبـِّلُ عَنْ حُـبٍّ جَـبَــائِـنَـهُـمْ
وَ الْيَوْمَ نَخْشَى مِنَ الْعَدْوَى إِذَا سَعَلُواْ
لاَ أَشْتُمُ الدَّهْرَ ، فَالْإِسْـلاَمُ حَــرَّمَـهُ
وَلَكِنْ إِذَا ضِقْتُ درْعاً ، قُمْتُ أَرْتَـجِـــلُ
شِعـْرا ً إِذَا لَمَسَ الْأَوْرَاقَ أَحْـرَقَــهَـا
فَالنَّارُ قَلْبَ قِرَابِ الْقَـلْـبِ تَشْتَـعِـــلُ
يَا رَقْمَ عِشْرِينَ .. فالْاَرْقَامُ غَاضــِبَــةٌ
هَلْ أَحْذِفُ الرَّقْمَ مِنْ عَدِّي ، فَأَخـْتَزِلُ ؟
حَمَلْتَ يَا ضَيْفُ فيُرُوساً بِأَمْــتِــعَـــةٍ
يُرْضِيكَ أَنَّ أُهَيْلَ الدَّارِ قَدْ قُـتِــلُـــــواْ ؟
وَدَّعْتُ – عَهْدَكَ – كمْ مِنْ صَاحِبٍ وَ أَخٍ
وَكُلُّ حَيٍّ مِنَ الدُّنْيَا سَـيَنْــتَــقِــــــلُ
لَكِنْ بِعَيْنِك َنِيرَانٌ مُؤَجَّـجَـــــــــــةٌ
وَ الصَّخْرُ يُهْدَمُ بِالنِّيرانِ ، وَ الْـجَـبَــــلُ
أَغْرَاضَكَ الْيَوْمَ فَاحْمِلْ لاَ تَدَعْ غَرَضــاً
وَ الضَّيْفُ أَغْراضُهُ الْخُفَّـانِ وَ الْجــَمَــلُ
أُخْرُج -ْ خَسِئْتَ – مِنَ التَّارِيخِ مُنْدَحِراً
لاَ الْعَقْلُ رَاضَاكَ .. لاَ الْآذَانُ .. لا َالْمُقَلُ
مَا صَدَّقَ النَّاسُ أَخْـبَـاراً وَ لاَ حُجَـجاً
وَالْكُلُّ يَحْكِي بِأَن َّ الدَّاءَ مْـفْـتَــعَــلُ
بَلْقِيسُ فِي حَـيْـرَةٍ لِلْـجِنِّ سـَائـِلَـةٌ :
[ أَهُدْهُـدٌ يَحْمِلُ الْأَخْـبَارَ ، أَمْ هُـبَـلُ ؟]
مَاذَا تَرَكْتَ سِوَى قَوْمٍ بـلاَ عَـمَـــلٍ
أَلْفَوْاْ مَعَامِلَهُمْ شُلَّتْ ، فَمَا اشْتَـغَــلُوا ْ؟
وَالْفَقْرُ يُمْلِي عَلَى الْأَلْبَابِ مَا كَرِهـتْ
وَتَـغْـتَـدِي كَذِباً مِنْ وَطْـئِـهِ الـْمُـثُــلُ
زَعْزَعْتَ يَا حَوْلَ خَوْفٍ كُلَّ فَلْـسَـفَــةٍ
بَلْ فِيكَ قَدْ أَصْـبَـحَـتْ فِي حـَيْـرَةٍ دُوَلُ
الْكُلُّ في الْكُلِّ مُرْتــَابٌ بِلاَ ســَبَــبٍ
وَ عَنْهُ نَاءٍ ، بِلاَ عُذْرٍ ، وَ مُـنـــْـعــَزِلُ
عُذْراً إِذَا الْيَوْمَ لَمْ أَصْدَحْ عَلَى شَـجَـرٍ
أغْصَانُهُ حَـمْـلُـهَا الْفَيْرُوسَ مُحْـتَـمَلُ
الشـَّدْوُ لاَ يَـصِـلُ الْآذَانَ مِـنْ زَمَـــنٍ
فَهَلْ إِذَا أُغْلِـقــَتْ أَبْوَابــُنَا ، يَــصِـلُ ؟
بِمَا سَأُجْدِي أَنَا الْمَخْلُوقُ مِنْ حَـمَـإٍ ؟
لاَ يَنْفَعُ النَّاسَ تَحْـذِيـرٌ و َلاَ حــِيَــلُ
وَدَّعْتُ قَبْلَكَ بالْأحْزَانِ كَمْ سـَــنَــــةٍ
وَ الْآنَ أَرْقُصُ مَسْرُوراً ، وَ أَحْتَــفِـــلُ
قُلْ لِلَّذِي حَلَّ ، فَالْأَرْوَاحُ مُـنْـهَـكَـــةٌ
رِفْقاً بِهَا .. لَمْ تَعُدْ واللَّهِ تَحــْتَـمِــــلُ
غُفْرَانَكَ اللَّهُ لَا تَـقْـذِفْ بِأَوْبِـئَــــةٍ
كَيْ تجْزِيَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا بِمَا فَعَلُواْ
محمد صالح رحيمي ( المملكة المغربية )