شخصنة الأماكن.

0 625

الصويرة / حفيظ صادق….بيان مراكش

يقشعر بدني لما ألت إليه مدينة الصويرة أذكر سنوات الطفولة أواخر الستينات فتأتني الدموع وتألم لحال أرض أجدادي . الصويرة كانت مدينة الحب والجمال حب الآخر جمال غروب الشمس مدينة خلقت لننقش على أرضها ذكريات الجمال المنبعث من كل حبة رمل على شواطئها الجميلة من كل نغمة تبعثها نوارسها من كل ألفة تجدها في أزقتها ودروبها من كل طيبة تلمسها في ناسها البسطاء …

ذكريات جميلة ومشاعر رائعة يمحوها الزمن فالبحث في الطقوس والعادات والتقاليد والعمران والمطبخ والضيافة والموسيقى وألعاب الطفولة والصداقة والتعايش هو البحث في الهوية للعائلات بالصويرة .
فالمطبخ يعد احد الأركان الأساسية للأسرة الصويرية ومن الأشياء التي أصبحت من الماضي هو أنني ارفع راسي ولو آية قرائية أو صورة لصاحب الجلالة أو زعيم سياسي معلقة على جدران إحدى البيوت … مادا جرى ياترى حتى أغفلنا حب الله والوطن والملك فالبحث عن الهوية وتثمينا للذاكرة الجماعية التي باتت تعيش تحت تهديد العولمة والاستلاب الثقافي .

المسعى إذن هو ربط الحاضر بالماضي وتعريف الأجيال الحالية والقادمة بغنى وتنوع الموروث الصويري في شقيه المادي واللامادي. يتحدد إرتباط المطبخ مند الطفولة بالنسبة للمرأة ويرتبط بالعلاقة بين الفتاة وأمها بين الرجل والمرأة . فالمطبخ يعتبر احد الأركان الأساسية التي تميز العائلات الصويريات المسلمات والمسيحيات واليهوديات .

يجب على الباحثين توثيق طرق الطبخ الصويري بكل مايرتبط بذلك من مقادير الدهون والخضر والأبازير وكدا توثيق كل وجبة من الوجبات المناسباتية فطقوس الضيافة وحفاوة الإستقبال والترحيب يعد شكل من أشكال الكرم.

نرحب بالضيوف باستقبالهم بالثمر والحليب والشاي والحلويات من كعكاع وغريبة والبريوات والبصطيلة ولاننسى الماء الذي يعتبر أصل الحياة ومنبعها لذلك يستحيل تصور رياضات لاتتوسطها نافورات تتدفق بالماء العذب ومنازل كثيرة تتوفر على بئر للماء الحلو من حي الشبانات حتى حي بني عنتر ومن حي الملاح حتى حي أهل اكدير .

المعمار التقليدي والديكور الداخلي للبيوت العتيقة بالصويرة بقيت شاهدة على عمق التاريخ المنسي .
في صغرنا ندخل للبيوت نشاهد أشكال وزخارف ونقوش وأسوار وزوايا هنا إرتباط الفن المعماري بديكوره الداخلي وجمالية الأثات من ستائر وزرابي وأرائك وموائد وأطباق وللأكل أمثلة مشهورة:
” إيلا غابوا السنان غابوا اللذات “
وهناك مثل يروج بين الأسر الصويرية داخل البيوت : ” الباب المحلولة… تدخل السبع وتزيد الغولة “.

قد يعجبك ايضا

اترك رد