صولفا ” تلك المجموعة التي أبدعت فامتعت. فكانت قمة في الروعة.وبعثت فينا الأمل.

0 813

رغم ان الفضاء فسيح له نكهة خاصة من زخارف ونقوش من الزمن الجميل  وثراثنا الاصيل ماينم عن ابداع يد الصانع المغربي. فضاء لاغنى وزارة السيادة في عالم المفارقات، لكن الملاحظ  ان الاضاءة و المنصة التي خصصت للحفل طرحت اشكال تدبير تموضع مجموعة “صولفا” القادمة الينا من مدينة  قلعة السراغنة. والتي لم ينسجم مع معزوفاتها الراقية ولم يتح لها فرصة  اظهار كل مكنوناتها القيمة. الطريقة التي انشئت بها خشبة مسرح النشاط تنم عن مستويين او تمظهرين ان شئنا القول بعقلية “قضي ودوز ” وباقل كلفة :
اولا : ان الانشطة الفنية الراقية تحتاج كشرط اساس للفضاء من اجل القيام باعمالها وان اي مكان لايستجيب لهذا الشرط هو نوع من التعسف وسوء تقدير وقلة احترام للفرقة الفنية . وهذا يحيلني على واقعة صناديق الخضر للمجموعة التي هللت لمنتخب كرة القدم ومااثاره الامر من ردود فعل ساخرة ومحتجة على تلك الصورة المهينة و المنقصة من قيمة الفنان. 
ثانيا :هل قدر قطاع التربية الوطنية جهويا ان يبقى بدون مسرح او فضاء يستجيب لانشطته. لا سيما ان مؤسسات خصوصية تمتلك من  الفضاءات مايغني عن هذه الوضعيات الشاذة. 
“صولفا” مجموعة من الشباب في ابداع جماعي انتزع تشجيع واحترام الحضور وابان ان حصص التربية الموسيقية داخل مؤسساتنا التعليمية كفيلة باكتشاف مواهب شابة ابانت عن علو كعبها في المجال الموسيقي وان المزاوجة بين صنوف من المعزوفات الشرقية والغربية تحت اشراف الاستاذ الشاب  الملوكي تعطي الانطباع ان مجهودا معتبرا بذل يحتاج منا للتشجيع والتحفيز  وليس للتاثيث “والتبندير” . وفي هذا المجال لن ننس مؤسسة فدوى طوقان والاستاذ العازف المحترف الصبان. الذي غادر القطاع دون التفاتة او تكريم من احد. هكذا نحن في هذا المجال البئيس وهذا الجفاء من بني جلدتنا كقطع غيار تتلاشى في زحمة الاشتغال ثم يقذف بها الى سوق المتلاشيات. 
ايتها الانامل البريئة التي شنفت مسامعنا باحلى القطع في انسجام وتناسق لك مني كل التقدير والاحترام ابدعت وامتعت. فالفنون عموما تهذب الذوق والمدرسة الملجا الوحيد المتبقى لنا لاحتضانها وسط عالم اصبحت فيه  اغلب الايادي اما سارقة او قاتلة مغتصبة. 
(ذ ادريس المغلشي)

قد يعجبك ايضا

اترك رد