” ضجيج الأواني الفارغة! “….

0 498

بقلم : ذ. هشام الدكاني

إن بعض الأشخاص من الممكن أن يكرهونك لمزاياك وليس لعيوبك.. فقد يكنون لك الحقد والبغض بسبب ٱنجازاتك ، صحتك ، نقاء عقلك وصفاء روحك.. أو حتى أملاكك ومميزاتك..!
حقا ، قمة اللئم والحقد والسواد.
فالإنسان الطيب والسوي حينما يكره لا يؤذي الطرف الآخر ، وإنما يبتعد عنه ، وهذا النوع من الناس هو إنسان طيب وذو قلب رؤوف ويتعامل مع الشخص الذي يكرهه وكأن شيئا لم يكن ، وهذا هو الأصل.
أما الحقود واللئيم ، حينما يكره يؤذي الطرف الآخر وتزداد كراهيته وحقده له ، ويحاول تشويه سمعته قدر الإمكان ، وحتى أنه يكره كل من يحب الطرف الاخر ، قمة الغباء والبلادة..!
فلايهنأ له بال حتى يشوه الطرف سمعة الاخر عن آخرها ويكره الناس فيه بنشر الأكاذيب حوله وتضخيم كل ما يصدر منه ولو كان أمرا جد تافه ، صدق من قال:
« الأواني الفارغة ، في الغالب هي من تحدث ضجيجا ».
فسواد قلوب بعض البشر كالوحوش التي لا ترحم ، وإنما دائمة البحث عن الفريسة ، وغالبا ما نجد هذا اللئيم ذو القلب المفحوم يحسد الناس حتى على راحة بالها ، وتراه يريد نقل سواده الذي قد ٱحترق به للجميع!
تجده لا يبني كل جميل ، ولا ينجب الثمار الخيرة النافعة ، بل هو ضر مع ضر مع ضر من شوك ، مع بناء بشع وهدم الجميل ، وجلب للشر والمصائب.
وللأسف السواد الحقيقي سكن ، ويسكن العديد من القلوب ، وللأنانية سبب ودور كبير في هذا الإنتشار الرهيب لسواد القلوب الذي صار يظهر دون خجل ، والعلانية والجهر أصبح إعلامهم والمشهر لأفعالهم وأعمالهم الشيطانية لا البشرية الإنسانية.
كما أن للمصلحة النابعة من الأنانية دور في زيادة هذا السواد التي تخطى موطنه القلب إلى الروح ، إلى العقل ، إلى الخارج ، وٱمتد إلى أوسع ما توقعنا.. لكن أعود لأقول:
هكذا ضجيج الأواني الفارغة.

قد يعجبك ايضا

اترك رد