” ضريبة الوعي السياسي “.

0 263

بيان مراكش /هشام الدكاني

السياسة هي رعاية شؤون الأمة داخليا وخارجيا ، وعليه فمفهوم العمل السياسي للأفراد هو محاسبة الدولة على تقصيرها أو ظلمها أو فسادها.. فهي من تباشر رعاية شؤون الناس وعليها أن تلتزم بما هو حق لهم.
أما الفكر السياسي فيعتبر من أعلى وأرقى أنواع الفكر على الإطلاق ، إذ هو التفكير المتعلق برعاية شؤون الأمة على وجه الخصوص.
لكن اليوم ، أصبح دخول المعترك السياسي فيه خطر كبير على ذوي الشرف والنزاهة والفكر السليم..!
فلن يسمح لك أن تخطو خطوة المعارض أو الناقد أو المحاسب أو الكاشف عن الحقائق المخفية في جوارير الفاسدين ، وإن تجرأت على قول كلمة واحدة في ذلك ، فقد أصبحت من اللحظة الأولى منبوذ ومراقب ومطارد ومعتقل ومحكوم عليه إما بالسجن ، أو بكل بساطة حر طليق مقطوع عنك رزقك..!
أما في أنظار الناس الذين يرونك شجاعا مقداما في نفوسهم ، أنت في علانيتهم تقود نفسك وأهلك وعشيرتك وأمتك إلى التهلكة!
ولكن لماذا أصبح للسياسي تهمة كما القاتل والسارق ووو… فنسمع أن هذا معتقل رأي ، وهذا سجين سياسي ، وهذا تهمته لسانه ، وذاك محرض ، والآخر يبحث عن الحق والحقيقة ، والكثير من التهم التي لاتعد ولاتحصى فقط من أجل كلمة قيلت في عصر يقال عنه: « عصر الديمقراطية والحرية والإنفتاح؟!»
لقد تبين لنا فساد الرأسمالية وفساد المعنى السياسي فيها ، الحقيقة أن هناك فجوة عظيمة وٱنفصال كبير بين جمهرة الناس والدولة ، فهما ليستا فئتين متباينتين فقط ، وإنما فئتين متنافرتين ، وبينهما علاقة تضاد وتعارض..!
لقد أصبح محرما التفكير سياسيا خارج حدود الصندوق الذي يرسمه بعض «الساسة» ، وإن كانوا على غير صواب ، أصبحنا نرى حملات التخويف و الترهيب من المفهوم السياسي الراقي ، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على وجود فراغ سياسي حقيقي ، يؤدي إلى عدم الإنسجام وعدم الثبات على الرأي والعمل بالإضافة إلى التغيير الدائم والزعزعة في إيجاد الحلول عند كل مشكلة متكررة أو جديدة ، وهذا لم يعد بالغريب على العامة.
لكن بالنهاية أقول بعدما تبين لنا فساد الرأسمالية وفساد المعنى السياسي فيها ، وظهر لنا الذين يرفضون للأمة أن تنهض بفكرها وبوعيها السياسي… إن روح السياسة عمل راقي ومشرف وما حاربوه إلا لأنه يظهر ظلمهم ، مؤكدين لنا أن «للوعي السياسي ضريبة».

قد يعجبك ايضا

اترك رد