ضمن سلسلة مراكشيات، مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال بمراكش تصدر الترجمة العربية لكتاب:

0 758

بيان مراكش / مراد بولرباح

Recherches archéologiques à Marrakech
أبحاث أركيولوجية في مراكش
تأليف:
جاك مونيي – هانري تيراس – جاستون دوفردان
ترجمة: رشيد بازي

حظي موقع الكتبية بمراكش باهتمام عدد من الباحثين المرموقين المتخصصين في البحث الأركيولوجي، وقد كانت بداية التنقيب في محيط مسجد الكتبية سنة 1923 مع هانري تيراس وهانري باسي، لتستأنف سنة 1947 بمشاركة جاك مونيي، ولتدعم بعد ذلك من طرف شارل آلان وجورج مارسي وجورج سان كولان، وغاستون دوفردان.
وكان الهدف من تنقيبات 1947 هو التحقق من دقة الأبحاث الأثرية التي أجريت عشرين سنة قبل ذلك وإغناء المعلومات التي كانت متوفرة حينذاك للمختصين حول المسجد الأول، الذي شيده الموحدون قبل الكتبية.
وقد نشرت نتائج تلك الحفريات سنة 1952م من طرف معهد الدراسات العليا الفرنسية بالرباط في كتاب تحت عنوان: “Recherches archéologiques à Marrakech”، وطبعت منه نسخ محدودة ، مما جعله على أهميته، في حكم الكتب النادرة.
يتألف هذا الكتاب من ثلاثة محاور :
المحور الأول بقلم جاك مونيي، بعنوان: “تنقيبات في محيط الكتبية”.
المحور الثاني بقلم جاستون دوفردان، بعنوان: “دراسة للكتابات المنقوشة بالموقع”.
المحور الثالث بقلم هانري تيراس، بعنوان: “الفن المغاربي في القرن الثاني عشر بناء على التنقيبات الأثرية التي أجريت في محيط الكتبية”.
كما يتضمن عددا من اللوحات الفوتوغرافية التي بلغ عدها 71 لوحة، وفهارس تقنية، ولوحة منقوشة لمسجد الكتبية ومحيطه تعود إلى بداية القرن التاسع عشر، بالإضافة إلى ثلاثة تصاميم: الأول يخص أول مسجد موحدي، والثاني يخص مسجد الكتبية الحالي، أما الثالث فيجسد نتائج الحفريات التي أجريت شمال مسجد الكتبية.
أهمية هذه الحفريات تكمن في أنها تمكن من الحصول على صورة تقريبية للمباني الأولى التي شيدت بمراكش، ويتعلق الأمر أساسا بحصن يوسف بن تاشفين. كما أنها تتيح إحاطة كاملة عن بداية دخول العنصر الأندلسي في عهد علي بن يوسف كما يبدو ذلك جليا من خلال القصر الذي شيده. كما أنها تمكن القارئ للنصوص القديمة التي تتعلق بهذه المرحلة من التأكد من صحة ما ورد فيها، وتظهر بشكل واضح بأنه عندما يتعلق الأمر بالهندسة المعمارية، فالموحدون، كما هو الشأن بالنسبة لمجالات أخرى، استفادوا كثيرا من الإرث المرابطي.
إن النتائج التي انتهت إليها هذه التنقيبات، تعد حدثا مفصليا في معرفة تاريخ مدينة مراكش، كما تعتبر نقلة نوعية في البحث التاريخي حول هذه المدينة، إذ لم يعد المصدر الوحيد للكتابة التاريخية حول مراكش هو الوثائق والنصوص التاريخية المكتوبة، بل أصبحت نتائج البحث الأثري مرجعا أساسيا لأي دراسة حول هذه المدينة الإمبراطورية.
يقول هانري تيراس في خاتمة دراسته حول الفن المغاربي المنشورة بهذا الكتاب:
“يستنتج مما سبق بأن ما تمكنا من الحصول عليه بعد التنقيبات الأثرية التي شهدتها مدينة مراكش يفوق ما كنا نأمل منها، فهي تمكن من رسم البدايات الأولى للمدينة على نحو دقيق يختلف عما سبق. كانت مراكش منذ تأسيسها مقر إقامة الحاكم وتحولت في وقت قصير إلى عاصمة إمبراطورية، فكان من الطبيعي أن تكون المباني التابعة للأمراء هي أول ما أنشأ في المدينة. وهي في بداياتها، أي منذ تأسيسها على يد يوسف بن تاشفين وإغناءها وإعطاءها شكلها النهائي على يد علي بن يوسف إلى تبنيها من طرف الموحدين، الذين أنشأوا على أنقاض القصر الحديث النشأة، وذلك خلال سنوات قليلة، مسجدين يعتبران من أجمل مساجد المغرب [الكبير]”.
يقع هذا الكتاب في نسخته العربية، التي قام بترجمتها الباحث والمترجم رشيد بازي في 256 صفحة من القطع الكبير، وقد صدرت عن مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال بمراكش، في إطار سلسلة “مراكشيات” التي تحتفي هذه السنة بإصدارها الخمسين حول المدينة الحمراء.
الناشر

قد يعجبك ايضا

اترك رد