عازف البيانو المغربي مروان بنعبد الله يتحف الجمهور الصيني بمقطوعات من الموسيقى الكلاسيكية المتفردة

0 666

أتحف عازف البيانو المغربي مروان بنعبد الله نخبة من الجمهور الصيني والأجنبي بمقطوعات راقية ومتفردة من الموسيقى الكلاسيكية العربية (الأرابيسك) والعالمية، خلال حفل أقيم مساء أمس الجمعة، على خشبة مسرح “لا بلونتاسيو” في العاصمة الصينية بكين.

وفاجأ عازف البيانو المغربي،في مستهل الحفل، الذي تميز بحضور سفير المغرب لدى الصين، السيد عزيز مكوار، ودبلوماسيين، الجمهور الصيني بحديثه إليهم باللغة الصينية التي سبق له تعلمها في معهد في هنغاريا، موطن والدته أستاذة الموسيقى التي ورث عنها شغف الموسيقى. وعلى مدى ساعة ونصف من الزمن، أخذ بنبعد الله الجمهور، الشغوف بالموسيقي الكلاسيكية، لاكتشاف سحر عوالم “الأرابيسك” من خلال عزف مقطوعات لمؤلفين موسيقيين بارزين كالسوري ضياء السكري (1938- 2010) والفلسطيني سلفادور عرنيطة (1914-1985) واللبناني زاد ملتقى، والجزائري سليم دادا، والمغربي نبيل بنعبد الجليل.

كما قدم العازف المغربي الشاب (36 عاما) للجمهور مقطوعات راقية لمؤلفين وفنانين موسيقيين عالميين كالفرنسي كاميل سان سانس (1835-1921)، والمجري فرانز ليزت (1811 – 1886)، والإيراني مالك أسلانيان (1915-2003)، والتركي فاضل ساي. وسحر بنعبد الله عشاق الموسيقى الكلاسيكية بخفة ورشاقة أنامله على البيانو وأدائه المبهر لمعزوفات “ليلة القدر” لضياء السكري، و “الرابسودي الهنغارية” لفرانز ليزت، والموشحات الأندلسية لبنعبد الجليل، وغيرها من المقطوعات لباقي المؤلفين الموسيقيين، والتي تتقاطع في حمولتها في الإنتصار للقيم الإنسانية النبيلة والتعايش والسلم. وحرص عازف البيانو المغربي قبل أداء مقطوعاته على التعريف بمؤلفيها وتقديم نبذة عن مسار حياتهم وأماكن دراستهم للموسيقى، والإبداع الذي تميزوا به، وهو ما مكن الجمهور الحاضر من اكتشاف هؤلاء المبدعين وأخذ صورة واضحة عن مسارهم الفني المتميز. وأعرب بنبعد الله، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن سعادته البالغة بإحياء هذا الحفل الفني في الصين التي سبق له أن أحيى فيها حفلات كثيرة في عدد من مدنها خلال السنوات الأخيرة، مبرزا أنه في كل هذه الحفلات لمس تفاعلا كبيرا من قبل الجمهور الصيني الحاضر الشغوف بالموسيقى الكلاسيكية والفن بشكل عام.

وأشار إلى أنه بالرغم من اختلاف الثقافات واللغات والتباعد الجغرافي بين البلدان فإن الموسيقى تعتبر عاملا مهما في التقريب بين الشعوب لكونها “لغة عالمية”.

وأبرز أن أحد دوافعه للبحث والإهتمام بالمؤلفين العرب في مجال الموسيقيى الكلاسيكية هو الصور النمطية التي تفشت في السنوات الأخيرة اتجاه العرب، مما جعله يعمل على إبراز الجوانب المشرقة في الثقافة العربية على خشبة المسارح العالمية. وذكر في هذا الصدد أنه في 2014، شرع في الإشتغال على مشروع “أرابيسك”، بهدف البحث وتصنيف مؤلفي الموسيقى الكلاسيكية في العالم العربي، والتعريف بأعمالهم على الساحة الدولية، حيث تمكن لحد الآن من تحديد وتصنيف 97 مؤلفا من مختلف البلدان العربية.

وتلقى مروان بنعبد الله، المزداد بالرباط عام 1982، أولى دروسه في مجال الموسيقى وتقنيات العزف على البيانو في سن الرابعة، قبل أن يغادر المغرب في ال 13 من عمره لمواصلة دراسته الموسيقية في هنغاريا بمعهد “بيلا بارتوك” للموسيقى بالعاصمة بودابيست، ثم بأكاديمية “فرانز ليزت” الشهيرة. وفاز في العديد من المسابقات الدولية، وخاصة فوزه بالجائزة الثانية لمسابقة الإذاعة الهنغارية (2003)، وبالجائزة الأولى في المسابقة الدولية بأندور، وبالجائزة الثانية للمسابقة الدولية بنابليس في 2004، وبالجائزة الأولى في مسابقة أندور فلوديس ببودابست في 2005 و 2006، وبالجائزة الثانية للمسابقة الدولية لغوريزيا (إيطاليا).

وقام مروان بنعبد الله بجولات فنية في العديد من البلدان منها فرنسا وإسبانيا والبرتغال وبريطانيا وألمانيا والنمسا وإيطاليا والصين والهند والولايات المتحدة، وأيضا المغرب، حيث أحيى العديد من الحفلات حرص خلالها على التعريف بجمالية وعبقرية الموسيقى الكلاسيكية العربية.

قد يعجبك ايضا

اترك رد