عرفات.. ركن الحج الأعظم وخير يوم طلعت فيه الشمس

0 355

طارق دواي: مراسل صحفي بمكة المكرمة

صعيد عرفات، خيُر يوم طلعت فيه الشمس، يجتمع فيه ضيوف الرحمن في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، لأداء ركن الحج الأعظم وهو الوقوف على صعيده الطاهر، ومن فاته عرفة فاته الحج.

يتقاطر إليه حجاج بيت الله الحرام في زمان واحد لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى، اشرأبت أعناقهم وتوحدت قلوبهم في مشهد إيماني مهيب، ملبين لله تعالى، رافعين أكف الضراعة إليه عز وجل، طالبين المغفرة والرحمة، والأمل يحدوهم أن يغفر لهم، ويعودوا كيوم ولدتهم أمهاتهم، فيصلوا الظهر والعصر قصراً وجمعاً بأذان وإقامتين ويدعون بما تيسر لهم تأسياً واقتداءً بسنة خير البشر محمد عليه الصلاة والسلام.

يباهي رب العالمين بأهل عرفات أهل السماء، كما ورد في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه: “إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء فيقول لهم: انظروا إلى عبادي جاءوني شُعثًا غُبرًا.”

عرفة أو عرفات مسمى واحد عند أكثر أهل العلم لمشعر يعد الوحيد من مشاعر الحج الذي يقع خارج الحرم، وهو عبارة عن سهل منبسط به جبل عرفات المسمى بجبل الرحمة الذي يبلغ ارتفاعه (30) متراً، ويمكن الوصول إلى قمته عبر (91) درجة، وبوسطه شاخص طوله (4) أمتار، فيما يحيط بعرفات قوس من الجبال ووتره وادي عرنة، ويقع على الطريق بين مكة المكرمة والطائف شرقي مكة بنحو (15)كيلو مترًا وعلى بعد (10) كيلومترات من مشعر منى و (6) كيلو مترات من المزدلفة بمساحة تقدر ب (10.4) كيلومترات مربعة.

وليوم عرفة فضل عظيم إذ ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن يوم عرفة هو أفضل يوم عند الله، وذلك في الحديث الذي رواه جابر رضي الله عنه عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء فيقول انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثا غبرا ضاحين جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي فلم ير يوما أكثر عتقا من النار من يوم عرفة”، وبعرفة نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}.

نسأل الله العلي العظيم أن يزيل عنا هذا الوباء (كورونا) وأن نشهد حجا بهيجا من كل فج عميق، وأن يغير الأحوال إلى الأحسن يارب العالمين

قد يعجبك ايضا

اترك رد