مكالمة رئيس الوزراء الإيطالي الأمس بعبد المجيد تبون يلفها غموض رغم أنها أتسمت باتصال ودي يدخل في نطاق الوضعية الليبية و القضايا الإقليمية و الدولية التي وصفها البيان الجزائري إنها ضمن الاهتمام المشترك، و تعد مكالمة دراغي الأولى من نوعها للجزائر بعد اعتلائه كرسي رئاسة الوزراء و رحيل كونتي رئيس الوزراء السابق الذي عاش احلك الايام بسبب جائحة كورونا و الذي سحبت منه التزكية الحكومية مطلع العام الحالي بسبب انقسام أحزاب الأغلبية و جاء دراغي من كرسي شاغر بعد أن أمضى سنوات بالتوقيع على أوراق اليورو الإيطالية كوالي مركزي على بنكها .
و يطرح هذا الاتصال عمليات استفهام واسعة و خاصة أن الجزائر تشهد رقما مقلقا يعد ب 117 وهو عدد الايام التي انطلق فيها الشعب الجزائري منددا بحكم العسكر و مطالبا بدولة مدنية شرعية . و يعتبر التغاطي عن هذا الوضع تحيزا غير ديبلوماسي اتجاه مصير شعب في الحرية و الكرامة و خاصة ان اسبانيا ورطت في ملف المدعو بن بطوش و جوازه المضروب بيوميتريا في وصمة عار أمنية ستلازم الجارة الإسبانية على المدى القادم و فشلها الذريع في كشف المجرمين الفارين من العدالة للاحتماء بأرضها و بقوانينها التي تدعم الإنسانية في شخص سلب مكانة هاته الأخيرة من صحراويين عدة و نشطاء كثر نكل برسالتهم و مروءتهم حتى نهب منهم الحياة، ان الرأفة بإرهابي كالرأفة بعقرب جريح! فالاحرى كانت الرأفة الإسبانية تتجه صوب الشعب الجزائري و كانت المكالمة الإيطالية ان تتجه صوب القلق و الوضع الكارثي بالبلاد عوض سبل التعاون و النبش في القضية الوطنية كأنها صراع إقليمي لا يتمتع بالسيادة و به نرفض اي محاولة تشاور او تفاهم اية كانت جوهرها التشويش او لعب دور المحكم في شأن يعده المغرب ان خصومه لاتؤمن بمبدأ الحوار و لا بأعراف الديبلوماسية النزيهة .
قد يعجبك ايضا