فوضى تقطيع الأضحية عشية يوم العيد…..

0 422

بقلم “أبو أمين” بيان مراكش

يعرف عيد الأضحى هذه السنة جوا استثنائيا بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي تعرف غلاء فاحشا للمحروقات و لمختلف السلع الأساسية ،
مما تسبب في ضرب القدرة الشرائية للمواطنين، خصوصاً منهم ذوي الدخل المحدود والمعوزين، ورغم ذلك لم تحرم الأسر أبنائها من فرصة الاحتفال بهذا العيد مهما كانت الظروف قاسية، وتحدتها بالتضحية التي هي فلسفة هذا العيد.التضحية بالميزانية ولو على حساب قادم الأيام في معركة حامية ضد جيب المواطن تبدأ بالبحث لشراء خروف -يدخل الفرحة على الأسرة ولأطفال – في الأسواق المخصصة لذلك أو في الكوريات أو في المحلات المكتراة لهذا الغرض. أضف على ذلك واجبات النقل ثم شراء مأكل الخروف من عشب ونخالة وقمح ….لتبدأ معركة أخرى من نوع آخر يوم العيد وهي معركة البحث على الجزار من أجل ذبح الخروف وسلخه والذي يكلف بدوره ميزانية لا بأس بها وزد على ذلك تفحيم أو ما يسمى “بتشواط” الرأس و الأرجل بمبلغ لا يقل على 30 درهما.


ولكن كل هذه السلسلة من المراسيم والإجراءات كانت قائمة ومألوفة ويستعد لميزانيتها رب الأسرة .ولكن ما يسترعي الإنتباه هو تناسل نشاط موسمي آخر لا يقل شأنا في ارتفاع مصاريف يوم العيد ويتعلق الأمر بعملية تقطيع الخروف وهي عملية كان يقوم بها رب الأسرة بمساعدة أفراد أسرته بالسكين وما يسمى بال”مقدة” .والآن هذه العملية لا يقوم بها الجزار فقط بل حتى بائعو الدجاج الحي والمذبوح انبروا بدورهم في هذه المباراة المحمومة ضد جيب المواطن وبأثمنة باهظة تتناهز ما بين (100 المائة درهم) ومائة وخمسين درهم 150). بدون ترخيص وبدون الحفاظ على الحد الأدنى من شروط النظافة والسلامة الصحية مستغلين ارتفاع درجة الحرارة التي وصلت في مدينة مراكش يوم العيد إلى درجات قياسية ، ولاضطرار المواطن لتقطيع خروفه وتخزينه في المبرد أو الكونجلاتور قبل أن يلحقه الفساد . و يكفي القيام بجولة بسيطة على حوانيت غير مخصصة للجزارة تجدها تحشر أنفها هي أيضا لإفراغ ما تبقى من جيب المواطن غير المغلوب على أمره وبدون شروط صحية ضرورية.

وللموضوعية لا أخفي القول أن المواطن نفسه مسؤول مسؤولية كاملة في ارتفاع مصاريف العيد بل مسؤول على ارتفاع كثير من السلع والمواد التي بسبب النهم والجشع والإقبال والإستهلاك غير الضروري لكثير من المواد ترتفع أسعارها كما هو الشأن بشهر رمضان الكريم أيضا، وبعد ذلك يبدأ هذا المواطن نفسه يشكو و ويبكي بسبب غلاء الأسعار وارتفاع مصاريف الحياة.
كثير من المواطنين المغاربة أصبحوا كسالى وخمولين، في السابق كان المواطن يذبح الخروف ويقطعه بنفسه ويقوم بنفسه أيضا بعملية”تشواط” الرأس والأرجل، و الآن لسان حال هذه المعاناة مع كبش العيد تقول” تعلم الذبح والتقطيع والتشواط يوم العيد” لتوفر دراهم لصوائر أخرى ضرورية.
نحن نرفع الأسعار على أنفسنا في كثير من المواقف هنا تذكرت عبقرية عمر الفاروق عبقرية الفاروق عمر ومقولته الرائعة في ارتفاع الأسعار : “أرخصوه أنتم واتركوه لهم”.

قد يعجبك ايضا

اترك رد