……………………………………………..
من كتاب ” محمد الطوبي السيرة والقصيدة ” للأديب المغربي العربي بنجلون
…………………………………………………………………………….
( …)
أي شاعر أنت ، يا صديقي ..
أنت من نسج الكلمة من خيوط الضوء ، وحاك الجملة من نسائم الأمل ، وطرز القصيدة من خدود الورد .. أنت من حول الفصول ، كل الفصول ، ربيعا ، والتراب ، كل الترتب بديعا ، ليعانق البشر القمر الفضي ، ويرسموا حياة أحلى من شذا الكلمات ، وأزهى من لون الذكريات ، وأجمل من نور الصباحات .. ألست القائل :
” أنا الذي لون الإيقاع بالحبور
وبالأغاني كشفت الحلم للعطور
باسم النعيمة سميت الفصول بما
سمى انتمائي إليها آخر البدور ” … ص 4
( … )
وللحقيقة والتاريخ ، أن ما حققه هذا الشاعر الكبير بزياراته ونشاطاته ، وتواصله مع المشرق ، عبر المراسلات والحوارات ، التي نشرها في المنابر الصحافية ، كان أكبر مما حققته السياسة العربية في الحقل الثقافي (… ) وبالمناسبة ، فإن منزله البسيط ، كان قبلة العديد من الكتاب والشعراء العرب، الذين يزورون المغرب ، من حين لآخر . وأخص بالذكر ، الجزائريين والعراقيين والأردنيين .. ولا يعودون إلى أوطانهم ، إلا بعد أن يمضوا أياما وأسابيع ، وهم يتأبطون ملفات ومخطوطات لقصاصين وروائيين وشعراء مغاربة لنشرها هناك . ص 12 / 13
( … )
ومن يعاشر الطوبي ، يجد فيه ذلك الطفل الوديع البريء، بكل ما في هذه الكلمات من معان دالة ، كلامه على طرف لسانه ، لا يقول إلا الحقيقة ، وليكن ما يكون . لا يقرأ لصراحته عقابا ، ولا يحسب لها حسابا ، بل لا يطأطئ رأسه للعاصفة حتى تمر … ص 17
( …)
فالشاعر إنساني بكل إيمانه بتضاريس كل شخصية ، الدينية واللغوية والفكرية والحضارية .
المرأة تحل في كل شيء، لا كجسد وإنما كفعل . فسيدة التطريز بالياقوت ، ليست إلا الفدائية دلال المغربي ، التي وهبت روحها لفلسطين الجريحة . وفي قصائد أخرى ، يدين الواقع العربي المر ، بالأخص عملية التطبيع ، مما يؤكد العلاقة الحميمية بين عناصر الرؤية عند الطوبي . ص 18 / 19 .
( … )
قبل الرحيل :
” … لن أموت بالسكتة الشعرية … حياتي هي القصيدة والقصيدة هي حياتي … بعيدا عن الكلمات الكبيرة ، ما يؤرقني ينعكس على ما أكتب .. وأكشفه بالصورة والصوت واللون والضوء ..
أنا مسافر وسفري لا أعرف له نقطة ختام .. أعتقد أن الموت هو محطتي الأخيرة . لذا لا بد لي أن أحمل معي أكبر عدد ممكن من الوثائق للتاريخ . لأن كل عمل إبداعي مهما كانت قيمته الفنية هو وثيقة تاريخية تشهد لصاحبها أنه عاش تجربة ما أو عدة تجارب في واقع ما وفي مرحلة ما .. إن الكثير من الأحداث والحوادث لابد من توثيقها وتصفية الحساب معها .. ص 50 / 51 .
ــ ولد الشاعر محمد الطوبي عام 1955 م بمدينة القنيطرة … وتوفي يوم الثلاثاء 6 يناير 2004 . أصدر الدواوين التالية :
ــ سيدة التطريز بالياقوت ــ دمشق 1980 .
ــ أيقونة العاشق المغربي ــ طرابلس 1985 .
ــ صبوات المجنون ــ بغداد 1986 .
ــ في وقتك الليلكي هذا انخطافي ــ بيروت 1987 .
ــ ملك الصعاليك الجميل ــ دمشق 1990 .
ــ بتول .. بتول ــ دمشق 1992 .
ــ تجربة الإكليل في كمنجات الخريف ــ القنيطرة 1995 .
ــ أسطورة النورس القتيل ــ دمشق 1996 .
ــ طفولة الوردة ( شعر للأطفال ) ــ القنيطرة 1996 .
ــ قمر الأندلسي الأخير ــ القنيطرة 1997 .
ــ وقت لجسد النشيد ــ الرباط 2003 .
ــ المجد لنا يا حضرة النبيذ ــ الرباط 2003 .
ــ صعودا أناديك سهوا ــ دمشق 1983 .
ــ أنت الرسولة أيقوناتك اندلعت ــ الدار البيضاء 2003 .
…………………………………………..
مع محبتي الشعرية لروحه الإنسانية والشاعرة / عبد العاطي جميل ( أبو أصيل ) …
……………………………………………………………………………………
المقال السابق
المقال التالي
قد يعجبك ايضا