حتى أنت
يا أنا
تخذلني :
يلجمك الصمت
كأنك لا ترى
ما جرى
كأنك لا تسمع
ما الدمع روى
ما الرائي
روى ..
حتى أنت
يا أنا
تركن للبياض
تجنح للحياد
كأنك لم تكن
شاهد عيان
شهيد اليقين
الذي تبخر ..
حتى أنت
يا أنا
الذي اغتال البيان
وارتضى عش انتظار
طال
طار
في سماء غياب المنتهى
حجته أن يلعن الظلام
لكنه يشرب فيه كؤوس الهروب ..
حتى أنت
يا أنا
تديم النظر
في ربوع متاه
ملتاع
بسقط المتاع
توزع شارات الخنوع
على صحون البسطاء ..
…
حتى أنت
يا أنا
تخذلني
تنام في سريري
تقبل عيون الصباح
حين تمسي
على شط الجراح
ترثي الوطن المستباح ..
…
حتى أنت
يا أنا
تصدق صناديق اقتراع
تخفي دم الصراع
يسيل
في كل البقاع
من جسدك
أيها الوطن المدمى
حتى النخاع ..
حتى أنت
يا أنا
المسكون بالسلام
حد الضجر
لا تتأخر
لتعلن العصيان
على السلطان
الغائب
الحاضر
المنتظر ..
حتى أنت
يا أنا
في خشوع
أو من خوف
تركع
ليم السراب
الجحيم
في حفلة ولاء
تعد بالخراب
العميم ..
…
يا أنا
حتى أنت :
إلى متى تعزف وحدك
لحنك الغجري
أيتها الوتر المتوتر ،
أيا عصي الدمع
في معبد الهوى ؟؟ …
……………………
أكتوبر 2019
المقال السابق
قد يعجبك ايضا