لحظة ألم ..

0 746

بقلم الأستاذ: مبارك لغريسي

تواجه الشغيلة التعليمية في ربوع المملكة مشاكل عدة في مسارها المهني ، و في المسار البيداغوجي أمام الدعوة إلى الإصلاح الذي لم يعرف طريقا الى الهدف الذي ينشده المجتمع على مر العقود .

هيئة التدريس من سبعينيات القرن الماضي إلى عقدي الألفية الثالثة ، مرورا بهزات موجعة بسبب التوجهات العامة للدولة ، التي كانت لها خيارات من بينها إفراغ المدرسة التعليمية من المحتوى ، فبالأمس كان الأستاذ أي المعلم يحضى بثقة الأسرة ، و هي الرهان الذي كان بمثابة الرافعة الأساسية للتحصيل العلمي ، و كان عنوانا للمعرفة و القيم و الأخلاق ، كان معلما وطنيا تتأسس الفلسفة السياسية و الاختبارات بالدور الذي كان يلعبه ، و في قوة تأثيره في المحيط ؛ كان فاعلا سياسيا و نقابيا ، و كان مدرسة للتكوين السياسي و النقابي ، حيث يؤثر في تشكيل الخريطة السياسية ، و هو الأمر الذي أزعج الدولة العميقة ، و التي حددت الغايات و المرامي ، و فكرت في اختراق الأسرة التعليمية في شخص المعلم و تحميله مسؤولية فشل المنظومة برمتها ، فتحول المُدرس الى نكتة تَقْصُر به مسافات الطرقات بين المدن ، بسيناريوهات مرتجلة يكتبها السائق ، و يُخرجها مساعده لخلق الفرجة في أوساط المسافرين .

ملك البلاد ، و في توجيهاته السامية يدعو إلى إصلاح التعليم ، على أن خللا ما في مكان ما ، و سمعنا البرلمانيين يقولون بأن القطاع تسيره عصابات ، و هذا كلام يلزمهم داخل قبة البرلمان ، الأمر ظل صرخة في واد !

ليست الدولة العميقة المستفيدة من الأوضاع التعليمية المقلقة ، و إنما فشل النقابات في التدبير و انتهازيتها و استفادتها من الدعم ، و كان لذلك وقع على مسار المنظومة التعليمية ككل . و يبدو ذلك واضحا في انتخاب أعضاء التعاضدية العامة ، التي جرت اطواره يومه 29 يونيو 2022 ، من حيث أن النقابات تتقدم بعناصر يمكن أن نقول عنها عاهات ، و لا يمكن أن يفيدوا القطاع في شيء . وما أقدمت عليه النقابات فيه إساءة للمسار النضالي للمدرس و لتضحياته ، و ذلك باختيار ممثلين لا تاريخ لهم ولا قدرة لهم على التنظيم ؛ اللهم ما كان من أسلوب الغدر و المكر ، وقد أُطلق هاشتاغ بالرشيدية : #بغا_كلشي . ويا للأسف ، نحن نرى ان من لا علاقة له بالتعليم يقود حملة لصالح المرشحين ، بنية المساهمة في افساد القطاع بالمتملقين و المرضى النفسانيين ، الذين لن يقدموا و لن يؤخروا شيئا ما ، عذا تدمير القطاع وتسميمه والقضاء على الشيء القليل مما تبقى ، أمام هذه الأوضاع تكون النقابات ، و على الأقل في الرشيدية هي من تغتال المدرسة العمومية ، وتغتال حقوق المدرس .

قد يعجبك ايضا

اترك رد