مدينة مراكش المغربية تشهد في هذه الآونة عدة نشاطات ثقافية فنية وإشعاع إعلامي .

0 364

كتبته : الكاتبة الصحفية : صفاء أحمد آغا
مراكش – المغرب

تشهد مدينة مراكش المغربية في هذه الآونة عدة نشاطات ثقافية فنية وإشعاع إعلامي هام بعد فترة إنقطاع دامت أكثر من عامين بسبب الجائحة ( الكوفيد 19 ) التي شهدها العالم ؛ ولعل أبرز هذه الأنشطة هي فعاليات المعرض الجهوي للكتاب بمراكش في دورته الثانية عشر الممتدة في الفترة ما بين 26 أكتوبر و1 من نونبر 2022 ؛ والتي إتخد شعار هذه الدورة ” القراءة ورهان التنمية .

ومن أهم فعاليات هذه الدورة هو تنظيم إدارة المعرض عشية الخميس 27 أكتوبر الجاري لندوة بعنوان ” الإعلام والحقوق الثقافية ” داخل قصر الباهية و هو أحد أهم معالم المدينة الحمراء السياحية .

حيث شارك في تأطيرها نخبة من أهم الأكادميين والباحثين في الحقل الإعلامي والحقوقي
وهم : الكاتب الصحفي والناقد السينمائي الأستاذ : ( محمد أشويكة ) – الباحث في الثرات الفني و الزميل الصحفي مدير المعهد العالي للصحافة بمراكش الأستاذ : ( عبد الله إمهاه ) – الدكتور الباحث : ( عبد الصمد الجباص)

.

و في مناقشته لمضمون الندوة تطرق ذ أشويكة لإشكالية جد مهمة حيث اعتبر انه لايمكن الحديث البثة عن الثقافة في غياب إعلام الحريات الذي هو المجال الاوسع والمكون الأساسي لتكريس الحريات، بما فيها حق الأقليات في أي مجتمع كيفما كان ؛ حيث لا بد له من الظهور للعلن عبر إنشاء المنابر الإعلامية و التعبير عن الرأي ، و في السياق نفسه أردف الباحث مستشهدا بدور الولايات المتحدة الأمريكية التي باتت تشكل علامة فارقة في استيعاب الاقليات و دمجهم في الهوية الوطنية و اتاحة الفرصة أمامهم للتعبير عن ارائهم و ممارسة حرياتهم و معتقداتهم في إطار التنوع العرقي و القومي الذي يزخر به المجتمع الأمريكي.
كما شدد على نقطة مهمة على المجتمع كما يرى ان يستقبلها بصدر رحب كظهور الأشكال التعبيرية الجديدة سواء في المملكة أو خارجها والتعامل معها كشكل من أشكال التعبير الجسدي كالرقص أو الغناء لأنهما مرتبطين أساسا بتطور الأنماط التعبيرية في جل المجتمعات المتحضرة لذا لا يجب أن يتخد مواقف لرفضها او يستخف بها عن طريق الإعلام والتسويق لها بالشكل المغلوط .

وأضاف في معرض مداخلته بإشارته إلى هذا الإنفتاح الكبير الذي عرفته مواقع التواصل الإجتماعي مؤخرا الشيء الذي أتاح الفرصة لتسريب المعلومات المغلوطة والزائفة في الكثير من الأحيان خاصة في زمن الجائحة ؛ وتمرير معطيات تفتقد لأدنى شروط الصحة ؛ وهي معضلة وآفة أصبحت تتعمد إستقطاب وجلب المتابعين سواء حقيقيين أو مزيفين بهدف تشويه وضرب الثقة والمصداقية لدى المتلقي وتشكيكه في المعطى الإخباري الحقيقي وهذا ما أصبح يتسم به عصرنا الحاضر .

اما الباحث في التراث الفني ذ عبد الله امهاه ففي مداخلته لموضوع ” تعاطي الاعلام مع القضايا الخلافية و الاشكالات المرتبطة بالحقوق الثقافية الفردية و الجماعية ” فقد تطرق لاشكالية العلاقة بين الكوني و المحلي فيما يخص المعطى الثقافي ، حيث شدد على ضرورة الانفتاح على الهويات المختلفة لما لها من دور مهم في إغناء الثقافة بشكل عام ما يؤذي إلى الإنصهار والتلاقج والإندماج مع الثقافات الأخرى وهذا ما يسهم بشكل كبير في التعريف أكثر بالموروث الثقافي المحلي و إغنائه الشيء الذي يمنحه القدرة على التجدد والعطاء المستمر وخلقه لمكونات إبداعيةو ثقافية جديدة تحت الهوية الوطنية .
و أضاف أن العكس وعدم قبول الآخر والإنفتاح عليه بذريعة الإختلافات و المرجعيات سواء سياسية أوثقافية وما إلى ذلك يؤذي إلى الصدام الذي يولد تخلف أكبر من قدرة الآخر على فهم الآخر والإنفتاح عليه .

و في مداخلته القيمة حول موضوع ” الإعلام و الحقوق الثقافية في عالم متغير ” سلط ذالدكتور ( عبد الصمد الگباص ) الضوء بشكل كبير على إشكالية الحق في التنوع الثقافي الذي تتوفر أسسه و مرتكزاته في المواثيق و الاتفاقيات و العهود الدولية و كذا التشريعات الوطنية لحقوق الانسان كما هو منصوص عليها
حيث إعتبر المتدخل أن حقوق الانسان لا تكتمل إلا بتمتع الانسان بحقوقه الأساسية كاملة فردية و جماعية و اجتماعية واقتصادية و سياسية و ثقافية….
كما شدد على أن الحق في الحرية هو الوسيلة الأساسية بل و الضرورية لتكريس مبدأ المشاركة من أجل تبادل الرأي و تقبل وجهات النظر بين مختلف الأطراف بكل شفافية دون تقييد أو مصادرة أو منع .
ومن خلال هذه المعطيات السالفة الذكر إعتبر الدكتور ( الگباص ) أن الإعلام رغم فعاليته في الرصد و الإخبار بالوقائع فإنه ينزلق في فخ تذويب الحقوق الثقافية و محاولة طمسها و الترويج لها كأشكال ثقافية تتماشى وفق مبدأ راسمالي ، لا يراعي الخصوصيات و المقومات الثقافية و اشكال التعبير الحر .

قد يعجبك ايضا

اترك رد