مركز الرابطة الإسلامية بهلسنكي.. مقصد مميز للجالية المسلمة في شهر رمضان

0 572

من خلال تواجده بموقع سهل الولوج في وسط العاصمة الفنلندية، على بعد دقائق من محطة القطارات المركزية وأيضا محطة الحافلات بالمركز الشهير “كامبي”، يعد مركز الرابطة الإسلامية محجا قارا لرواد بيوت الله في سائر أيام السنة، وخاصة في شهر رمضان الفضيل.

يتواجد المركز على بعد شارعين فقط من أحد أقدم المعالم الإسلامية في البلد الشمالي، مسجد “التتار” الذي شيد سنة 1949، والذي تحول حاليا إلى ما يشبه المزار السياحي لالتقاط صور مع مئذنته المميزة التي تنتصب في تقاطع شارعي “أوديمانكاتو” وفردريكنكاتو”، ولا يفتتح في الواقع أبوابه أمام المصلين إلا سويعات معدودة في الأسبوع لأداء خطبة وصلاة الجمعة، و بشكل استثنائي خلال هذا الشهر لصلاة التراويح.

أما مسجد الرابطة الإسلامية، الذي تأسس سنة 1987، فيستقبل المصلين في سائر الصلوات الخمس، حيث يفتتح أبوابه من الساعة العاشرة صباحا إلى ما بعد صلاة العشاء، وهو بذلك وجهة للمصلين ولعابري السبيل، وأيضا لأبناء الجالية المسلمة، حيث تقام به دروس دينية وحصص لتعلم اللغة العربية نهاية الأسبوع.

ومع حلول الشهر الفضيل، يتزايد إقبال أفراد الجاليات المسلمة على المسجد، لأداء الصلوات المفروضة والتقرب بشتى أنواع الطاعات من نوافل وذكر وقراءة قرآن. ويحرص المشرفون على المسجد في هذا الشهر الكريم على تقديم وجبات الإفطار للصائمين الوافدين من خلال تنظيم “مائدة الرحمان” طيلة أيام رمضان، معتمدين في ذلك بالخصوص على تبرعات المحسنين ومساهمات عينية للعديد من أفراد الجالية.

“إفطار الصائم يتم أساسا من خلال تبرعات الأفراد، وأيضا بعض المحلات والمتاجر. إضافة إلى مساهمة منتظمة من سفارة المغرب بفنلندا تقدمها كل سنة لإفطار الصائم، ومساهمات متفرقة من بعض السفارات الإسلامية الأخرى”، حسب ما صرح به محمد مصطفى أحمد، نائب رئيس هيئة الدعوة بالرابطة الإسلامية بهلسنكي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء.

ويقول السيد مصطفى أحمد أنه يتم تقديم وجبات إفطار لما بين 80 إلى 100 صائم يوميا بالمسجد، مشيرا إلى أن هذه السنة هي الثانية على التوالي التي يحرص فيها المنظمون على إكرام هذا العدد من الصائمين، ويأمل في توفر مزيد من الموارد القارة للحفاظ على هذا العمل الإحساني في السنوات المقبلة.

ويحرص الصائمون هنا على اغتنام لحظات الاجتماع على موائد الإفطار في المساجد خصوصا، بوصفها فضاءات لاستشعار الأجواء الروحانية خلال سويعات الإفطار القليلة التي تمتد من العاشرة ليلا إلى الثالثة صباحا، وتنكمش بوتيرة متسارعة بمرور الأيام لتتقلص بشكل أكبر مع اقتراب انقضاء الشهر الكريم.

وفي انتظار تجهيز السفرة وأذان المغرب يتشارك العديد من الحاضرين قصصا عن ظروف الإقامة وأوضاع الهجرة واللجوء، بعضها لا يخلو من غرابة وطرفة، خصوصا لمن قادتهم الظروف في أيام رمضان إلى الشمال الفنلندي حيث لا تغرب الشمس -أو تكاد- خلال فترات الصيف.

مصطفى، شاب عراقي لاجئ في فنلندا منذ ثلاث سنوات، يحكي عن تجربة الصوم في مدينة روفانييمي الواقعة أقصى شمال البلاد. “رغم الفتاوى التي أجازت الإفطار حسب توقيت مكة المكرمة أو وفق تقويم أقرب بلد إسلامي، كان أغلب الشباب في مركز الإقامة يرفضون الإفطار قبل غروب الشمس”، موضحا أن تجربة الصوم في ظل هذه الظروف الغريبة ليس مستحيلة مع ذلك كما قد يتصورها البعض، نظرا لغياب الشعور بالعطش والجوع بسبب برودة الطقس في تلك المنطقة.

يقول مصطفى إن الوضع استمر على هذا الحال إلى أن شارف رمضان على نهايته وصارت الشمس لا تغيب مطلقا، فلم يجدوا بدا في نهاية المطاف إلا الأخذ بتقويم أقرب المدن الفنلندية من أجل ضبط أوقات الصوم والإفطار.

ومع أذان المغرب يلتحق الصائمون بموائد الإفطار، بعدها بوقت قصير تصلى العشاء مع الاقتصار على التروايح دون التهجد الذي يقام في أغلب مساجد البلدان الإسلامية نظرا لضيق الوقت واقتراب موعد أذان الفجر.

قد يعجبك ايضا

اترك رد