مليلة الجماعة “المنكوبة”بالرغم من ثرواتها المتنوعة وموقعها الجغرافي تعيش الإهمال والتهميش..

0 502


توفيق مباشر بيان مراكش
كان يواجه العالم القروي بالمغرب بالإقصاء والتهميش واللامبالاة الا انه وفي ظل السياسة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله هناك تغيير جدري في مجموعة من القطاعات والمجلات و في بعض الحالات ارتفع مستوى التهميش حتى أصبح سيد الموقف والسمة الطاغية والعنوان العريض، وذلك بسبب تفاعل عدة عوامل تحالفت ضد المواطن البسيط، وقد تزداد حدة هذا التحالف أكثر عندما يطغى الجهل والأمية..
وفي إطار تسليط الضوء على جماعة مليلة بالنظر للركود الذي تعيشه ولأن الأمور بقيت على حالها، كما ذهب إلى ذلك العديد من المتتبعين للشأن المحلي، بإعتبارهم انتفضوا من الوعود الكاذبة ولامسوا اغتناء مجموعة من السياسيين على حساب
معاناة العديد من السكان المحرومين من أبسط متطلبات الحياة الكريمة.
نبدأ من مركز مليلة الذي لازال يعاني من:
انعدام الحدائق العمومية والمساحات الخضراء ، فرغم من توفر المنطقة على مساحات شاسعة لإنشاء الحدائق إلا أن التهميش والإقصاء واللامبالاة تطبق في حق الساكنة مع غياب الحدائق العمومية واماكن الترفيه والمساحات الخضراء
غياب ملاعب القرب
انعدام وجود مراكز للثقافة انعدام وجود دار الثقافة
انعدام وجود دار الشباب وقلة المدارس الابتدائية
لا وجود لمنطقة صناعية وأماكن للراحة والهدوء النفسي تجعل من سكانها يفقدون الأمل في مستقبلهم و مستقبل أبنائهم والاجيال القادمة.
فالمنطقة في حاجة ماسة إلى تنمية مستدامة و القيام بجولة خفيفة في قلب مركز الجماعة تؤكد بالواضح الحالة المزرية واللامبالاة التي تعرفها والتي يتحمل مسؤوليتها بالدرجة الأولى رئيس المجلس الجماعي ،حيث يجد أبناء الساكنة انفسهم مجبرون على تغيير الوجهة صوب مدينة بنسليمان وفضاءات آخرى للترويح عن النفس و تفادي الشعور بالملل و الروتين و نفس الأمر ينطبق على الزائرين الذين يزورون المنطقة.
وفي ظل الغزو الكبير للإسمنت المسلح الذي لم يترك أي مجال لإنجاز المساحات الخضراء ، وقد شهدت عدة دواوير تابعة لتراب الجماعة غزوا فاحشا للإسمنت المسلح إلى درجة أن المواطن لا يكاد يلمح أية مساحة خضراء هذا بمباركة المجلس الجماعي و دون التفكير في أي تغيير تنموي يعود على المنطقة بالنفع .
بالإضافة إلى أن مركز الجماعة الذي يتوفر على مجموعة منازل وبيوت ومحلات تجارية مازال يعاني اهله من مشكلة تسوية وضعية الأرض العقارية وغياب الرسوم الخاصة بالاقامات، بالإضافة إلى المنازل التي تعلوا بثلاثة طوابق أو أربعة و التي لا تتوفر على الصرف الصحي بل يعتمدون على الحفر أمام المنازل وسط الأزقة .
خلال زيارة طاقم جريدة بيان مراكش لمقر جماعة مليلة تبين لنا أن هناك تقصير في المسؤولية و تظهر علامات فشل المكتب المسير وعلى رأسه رئيس المجلس الذي يرفض رفضا باثا إعطاء أي معلومة سواء للإعلاميين أو المجتمع المدني… كما اتضح أن التغيير و الاصلاح والتنمية التي كانت إحدى النقط التي وعد بها إبان الانتخابات وبقيت شعارات مستهلكة فقط.
هكذا تبدو هذه المنطقة التي لازالت مظاهر التمدن بعيدة عنها كل البعد ،فبقدر ما يفتح لك سكانها الطيبون قلوبهم، تجد بالجماعة بنايات ومحلات تجارية تبدو كأنها مهجورة مند عشرات السنين، تخلق في النفس الملل والقلق و تشكل نقطة سوداء في ظل التسيير والتدبير العشوائي للرئيس الذي يجمع كل المناصب وتجده عضوا في كل جمعية بالمنطقة، بحيث أنها فقدت في نفسه الحس بالمسؤولية من خلال تسيير الشأن المحلي للجماعة بطريقة جد متأخرة
“حزمة من المعاناة ورزمة من الجراح”
إن جماعة مليلة لا تتوفر على موارد مالية ولا أي شيء اللهم السوق الأسبوعي (جمعة مليلة) وبعض المحالات التجارية ومساكن ومحلات تجارية بالمركز تؤجر بأثمنة جد بخسة و حال المنطقة مستفز من الفوضى والعشوائية و المحسوبية والزبونية وتصفية الحسابات الإنتخابية ووو.هكذ يقول مرافقي الذي رافقني طيلة زيارتي للمنطقة ” منذ سنين والمنطقة تعاني من سوء التسيير وتبذير المال العام من طرف حكماء المجالس المنتخبة ” ويضيف” عالم عجائب تختلط فيه كل الأشياء المتناقضة والقاسم المشترك هو التهميش واللامبالاة الذي طال الكل” ويضيف مرافقي وهو العارف بخبايا أمور التسيير الجماعي بالمنطقة ” إن الجماعة تسير بطرق لا يعرفها إلا أهلها وحكمائها الذين لا يبحثون سوى عن مصالحهم الخاصة المواطنين المليلي محروم من التنمية بشكل اعتيادي يتساءل العديد من سكان هذه الجماعة عن سر إقصاء جماعتهم من مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ؟ هذه الجماعة منفى يتم فيها نسيانهم ليس لهم من المواطنة سوى بطاقة تحمل رقما معينا لا يتم السؤال عنهم إلا لملئ خانات وجداول الإحصائيات أو لترجيح كفة من يتاجرون في الذمم أثناء الانتخابات.
”عشرات من الدواوير متفرقة ومتباعدة هنا وهناك”
تبدو هذه الدواوير المتواجدة على طول الطريق لمدينة الدار البيضاء و المدينة الرباط وبالقرب من المركز والتي أصبحت كقرى خرجت للتو من حرب مدمرة، دون أن تلفت انتباه المسؤولين إليها لأن المنتخبين يعتبرونها مجرد تكملة لخلاء مهجور يحتاجونه إبان الانتخابات حتى الأراضي التي كانت فلاحية تبدو من بعيد كأنها منطقة قاحلة بسبب جفاف السنوات الماضية وقلة المياه، مظاهر البؤس عنوان تحته خط أحمر يطال الكل فلا يمكن الحديث عن مظهر من مظاهر التنمية أو حتى نواة لمشروع قد يخرج للوجود بالمنطقة، بالإضافة معاناة الجماعة من قلة الخدمات الإستشفائية خصوصا و أنها تتوفر على مركز صحي واحد بتجهيزات ضعيفة الى منعدمة، و السؤال هو حول مدى قدرة المركز الإستشفائي على تغطية هذه النسبة المهمة من الساكنة.
فعن أي واقع يتكلم هؤلاء المنتخبون الذين وضعوا الجماعة في مؤخرة العربة و يأتون في لقاءات خاصة لقول هناك سبل التغيير ، هذا الواقع المؤلم، إستغباء و إستحمار لساكنة مليلة.
يريدون تغيير واقع هم صانعوه:
إن المواطن اليوم لا يطالب إلا بحقوقه التي تتجلى في العدالة الاجتماعية والشفافية، والعمل على ترسيخ الديمقراطية الحقة والحق في الشغل والصحة والسكن اللائق والبيئة السليمة والعيش الكريم ومحاكمة ناهبي المال العام والثروات المحلية الفلاحية والاقتصادية، ومحاربة الفساد والمفسدين من أجل غد أفضل والكف عن سياسة الإقصاء الممنهج ضد أبناء المنطقة والقطع مع سياسة التسويف.لانه أصبح الواقع عكس ذلك وحول حياة سكان الجماعة إلى جحيم لا يطاق ،حيث كل مظاهر التهميش والتفقير والتجويع بادية على المنطقة بفعل عقليات لمسؤولين محدودي المستوى في تدبير الشأن المحلي، بطرق يطغى عليها طابع العشوائية وتغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة بشعارات جوفا صرفت إبان الانتخابات.
كلنا نعلم أن جماعة مليلة تتوفر على العديد من المؤهلات والإمكانيات البشرية التي تجعل منها أهم المناطق باقليم بنسليمان، لكنها تبقى في حاجة ماسة إلى تنمية مستدامة نظرا لامتداد أراضيها الفلاحية التي يمكن أن تجعل منها أيضا منطقة فلاحية بامتياز خاصة في السنوات الأخيرة، حيث أصبح فلاحوا المنطقة يعتمدون على الزارعات الحديثة والعصرية، لاسيما، الزراعات المعدة للصناعة الغدائية والتصدير كالطماطم والبواكير والحوامض بالإضافة إلى الغابة ” مليلة ” التي تمتاز بحكم موقعه الجغرافي وبما حباه الله من الاشجارها ذهبية و جبل هادئ صالح للسياحة والتي كان من الممكن أن تؤهلها أن يكون أحد الأقطاب السياحية المهمة ببلادنا، إلا أنه ورغم كل هذه المؤهلات فإن التهميش واللامبالاة أصبح منسيا وفي خبر كان ..
لقد تابعنا ومازلنا نتابع كل الصغيرة والكبيرة في هذه الجماعة حثى هرمنا وتغير في هذه البلاد كل شيء، لكن لم تتغير جماعة مليلة نسبة لمسيريها، التي تبقى ضحية لسياسة الإهمال والتهميش واللامبالاة المفروضة عليها وذلك ، بسبب تصرفات المنتخبين القائمين على تدبير الشأن العام المحلي داخل هذه الجماعة المعزولة والمنسية، التي لا يزورها المنتخبون إلا خلال الفترات الانتخابية بالاعتماد على عملية الإنزالات واغراق المكاتب بالانصار والموالين .
هكذا صارت الجماعة مهملة بفعل غياب التخطيط والبرامج التنموية التي من شأنها الرفع من قدراتها في شتى الميادين، مما فسح المجال لتنبت فيها أحياء العشوائي جديدة بمباركة المنتخبين بالدرجة الأولى وخاصة الرئيس إمبراطور مواد البناء والمستشار رئيس لجنة التعمير والمنعش العقاري بالساحل ، لقد أصبح واقع المنطقة لا يخدم ساكنتها ويدفعهم لليأس والحيرة حيث إن العديد من المشاريع التي توقفت، بالإضافة إلى انعدام استقطاب المشاريع التنموية من خلال مؤسسات اقتصادية من شأنها التخفيض من نسبة البطالة التي أصبحت متفشية في هذه المنطقة و أضحت تعرف نسبة الإجرام ارتفاعا خلال الآونة الأخيرة نظرا لسوء التسيير بالجماعة والتجاوزات والاختلالات والمشاكل المتعددة التي تعرفها ، وذلك راجع بالأساس إلى الحس بعدم المسؤولية واستفراد الرئيس بالتسيير وتمكين بعض الأعضاء الموالين والمقربين منه والذين جاوروه في تدبير العمل الجماعي لمدة تزيد تقريبا عن سنة، من التحكم في دواليب التسيير بالجماعة مما جعل الجماعة تعيش على إيقاع الصراعات والتطاحنات منذ الانتخابات الجماعية الأخيرة، الشيء الذي أثر بشكل كبير على التنمية بالمنطقة وأدى إلى عرقلة مصالح السكان .
فكيف يعقل أن جماعة مليلة تتوفر على إمكانات طبيعية هائلة، وعلى طاقات بشرية فعالة لا تتمتع بحقوقها المشروعة والالتفاتة اللائقة والمناسبة لها في مجال التنمية التي تليق بمكانة ومستوى أهلها وأبنائها و أن تساير قاطرة التنمية المستدامة في جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية والفلاحية حثى أصبحت اليوم تتعرض ظلما لنعوت مشينة لا تليق بمكانتها وقيمة أهلها التاريخية.

قد يعجبك ايضا

اترك رد