من شعر الشاعر عبد العاطي جميل

0 530

أغمات
………
كأنك
تجيء إليها
لا لتسعف جراحها
لكن ،
لتحملك
إلى مويجاتها الجبلية
ترسم طبيعتك الخضراء
ترمي رمادك
و أنت تمرر جسدك
على أرضها
بحياء و حياد …

كأنها
ترسم تجاعيدك
على ورق مقوى
ربما
في إطار أنيق تضعه
وساما
للذكرى …

تجيء إليها طفلا
تجاوز الخمسين
تحمل لعبك القديمة
أسرارك الكليمة
تفشي لها خبايا بحر
في أعماقك
تسرد لها أسفارك
خارج حدود اللغة الخنثى
تكشف لها عن خدوش صدرك
أعطاب إقدامك
قدومك إليها فارسا
لا يهادن الليل
يربي عصيانه الجميل
على صفحات الفصول …

و كأنك
في شهرك الخامس
هذا
تكتشف لأول مرة
وجه السماء
قدم الأرض
و كأن المدينة التي
أنجبتك
لم تزرع في عيونك
حواسا
للغواية
و كأن قوس قزح
لم يرمك
بشظاياه الأليفة …

كأنك في شهرك الخامس
هذا
تعزف إيقاع ضياعك
تعرف أن للصمت ألوانا
أن للصمت ضجيجا
يشبهك
أن للصمت حقيبة سفر
بلا جواز
أن الصمت سفر
في غيابات الكلام ..
و أنت تجيء إليها
تعازلك الأشجار
تبادلك الأطيار تحيات
الغدوة والروحة
يحييك الماء
و أنت عائد إلى حبرك المشتهى …

بقعة ظل كنت
لا تساوم
و ماتزال ترضع رحيق رفضك
تطرز أغانيك الزرقاء
ترسمها يدك البيضاء
على وجوه الصغار.
و أنت رائح و مغتد
بين سطور النهار
يعرفك الليل
يوزع نجومه
كي ترافقك
و أنت عائد من السوق
تعرفك بعلامات الشوق
و المرور …

و كأنك في شهرك
هذا
مقبل كسحابة
تغوص في السماء
تطفو
تبحث عن أرض قفراء
للفقراء
تحمل بعض البشرى
لأشجار الزيتون
لقطيع الماشية
و مجاري الساقية ..
كطائر مدبر
يضيع بين ظلمة ونور
لا يخطئ عشه
إن غافله الليل
أو هاجرته الريح …

كأنك
في شهرك الخامس
هذا
بورتريه معلق في الفضاء
ذاهب إلى شهرك
السادس
يصعقك صقيع الفقيه :
” ما فلح سادس … ” …

كأن شهرك الخامس
في انتظارك المسكر
أيها السلمون العائد
بعد سفره
إلى حتفه السعيد …
……………..,
يناير 2015

قد يعجبك ايضا

اترك رد