” دخل أبي ؛ وجدني أبكي على الخبز . أخذ يركلني ويلكمني أسكت !! أسكت !! أسكت !! ستأكل قلب أمك يا إبن الزنا. رفعني في الهواء . خبطني على الأرض . ركلني حتى تعبت رجلاه وتبلل سروالي .
في طريق هجرتنا مشيا على الأقدام . رأينا جثث المواشي تحوم حولها الطيور السوداء والكلاب . روائح كريهة . أحشاء ممزقة ، دود ، ودم وصديد .
في الليل يسمع عواء الثعالب قرب الخيمة التي ننصبها حيثما يوقفنا التعب والجوع . الناس أحيانا يدفنون موتاهم حيث يسقطون .
أخي يسعل ويسعل. سألت أمي خائفا :
أهو أيضا سيموت ؟؟
كلا من قال أنه سيموت !!
خالي مات
أخوك لن يموت هو فقط مريض .
في طنجة لم أرى الخبز الكثير الذي وعدتني به أمي الجوع أيضا في هذه الجنة. لكنه لم يكن جوعا قاتلا .
حين يشتد علي الجوع أخرج الى حي – عين قطيوط – أفتش في المزابل عن بقايا ما يؤكل . وجدت طفلا يقتات من المزابل مثلي في رأسه وأطرافه بثور حافي القدمين . وثيابه مثقوبة قال لي :
مزابل المدينة أحسن من مزابل حينا زبل النصارى أحسن من زبل المسلمين .