مونديال قطر والنصر الملغوم.

0 650

نجيب لمزيوق: بيان مراكش

كلنا نتتبع مجريات مونديال قطر النسخة 22 الأكثر إثارة للجدل..غير أنه قليل منا من يقف لحظة تأمل ليناقش ويحلل المشاهد والصور ويستنج الرسائل التي يحاول الغرب بإعلامه القوي الفتاك ايصالها إلى العرب المسلمين وإلى باقي ساكنة المعمور..
فمنا من يتعامل مع مجريات هذا الموعد الدولي بالعاطفة لتعاطفه مع منتخب بلده أو مع العروبة أو مع الدين الإسلامي..لكن شخصيا لم أجد أحدا يحلل مايدور هناك في جزيرة صغيرة غنية تدعى قطر
افتتح المونديال بٱيات من القرٱن الكريم لنرى الإعلام الغربي يشيد بهذه الخطوة ويعتبرها نصر لقطر وللمسلمين الامر الذي أشعر العرب بالفخر …
لنرى صورة اخرى هي أكثر رمزية وأكثر بلاغة وأكثر إيحاء لما يريد الغرب تمريره عبر إعلامه الموجه وهي صورة فتى عربي جميل مبتور الأرجل ورجل أمريكي واقف بكل أنفة وكبرياء وهو يمد يده للصبي..صورة أراد من خلال إيصال رسالة أن العرب لا يستطعون الوقوف وأن الغرب هو من يمد يده للمساعدة…
رأينا صور لدعاة خارج الملعب وهم يعظون الجماهير بتعاليم الدين الإسلامي وشاهدنا غربيون يدخلون الإسلام وهنا وسائل الإعلام تداولت المشاهد وآعتبرتها نصر للإسلام والمسلمين..
وتنقل لنا الكاميرات مشهد لفريدمان يدخل وبجانبه فتاة بلباس مميز ورجلين يلبسان زي نسائي وهذه رسالة مبطنة بأن بلاد الإسلام لن تمانع في تقبل الجنس الاخر هذا المشهد، تلاه مشهد منع القزحين من دخول الملاعب بشاراتهم المعروفة وبعدها بيومين نرى انفانتينو وهو يشر بأصبعه ضاحكا إلى علامة المثليين التي كانت تتوشح بها وزيرة خارجية ألمانية لتطل علينا وسائل الإعلام بخبر مفاده رفع الحظر عن المثليين وهنا رسالة غربية موجهة تقول للعرب” مهما سمحنا لكم لا يمكن أن تفعلوا شيء لانريده نحن”
ثم نرى أعلام فلسطين ترفرف داخل الميادن والجمهور يرفع شارة النصر ومواجهة الجماهير للإعلام الإسرائلي ومرة آخرى الإعلام الغربي يشير إلى نصر فلسطيني بقطر…
انتصرت السعودية بهدفين على الارجنتين فسارعت المنابر إلى اعتبار أن الأمر نصر للإسلام والمسلمين…
الغرب يريد إفراغ شخصية العربي المسلم من كنهها الحقيقي وجعله يحس بالنصر من خلال أشياء تافهة لا هي رفعت من قيمته كإنسان حر ولاهي ساهمت في تنمية الإنسان العربي وانقاذه من الإنحطاط الفكري والإجتماعي والإقتصادي الذي يعيشه.. فلا الإسلام انتصر ولا فلسطين انتصرت ولا الإنسان العربي انتصر فبدل أن نقرأ عن إعلام تفتخر بمعايشتها لزمن انتصار خالد بن الوليد على الروم أو انتصار صلاح الدين الأيوبي على الصليبين أو انتصار طارق بن زياد على القوط بالأندلس والعديد من الملاحم.. الغرب يريد للأجيال الحالية والقادمة أن تفتخر بالنصر في لعبة كرة او الفوز بالغناء في مسابقة دولية او أي شيء ليس له علاقة بالنصر الحقيقي الذي سجله الأجداد بأحرف من ذهب على صفحات التاريخ.
هذا قليل مما يريد الغرب أن يشحنه بعقول الأجيال الحالية واللاحقة حتى تومن أن الخلاص في النظام العالمي الجديد
وكل مونديال وأنتم بالف خير…

قد يعجبك ايضا

اترك رد