“نور الدين ” قصة قصيرة….. تأليف : الحبيب المغاري الإدريسي .

0 498


نشأ في أسرة محافظة لكنها منفتحة على عالم يتغير في تجلياته وفي جوهره بسرعة لافتة.
كان بكر العائلة وقرة عينها،أخذ مايلزم من عناية بادئ الأمر لما كان وحيد الأسرة لكن فيما بعد اقتسم رعاية الأبوين مع أشقائه بنت وأربعة ذكور إثنان منهم توأم.
كانت الحياة وردية جميلة في هذاةالفضاء الجميل الى أن أغشي عليه في يوم من الأيام وهويافع قد بدأت تفاصيل المحيا الجميل- لشاب في مقتبل العمر- تأخذ كمالها
تكررت حالة الغيبوبة المفاجئة فعُرض على طبيب مختص ليقر بأن نور الدين يعاني من صرع قد يشفى منه وقد يلازمه كمرض مزمن .
لكن الشاب الطموع المنفتح الذكي حاول التأقلم مع حالته وفق رعاية خاصة وتتبع صارم من قبل الطبيب المشرف ومن قبل أسرته .
وقد أبدى نور الدين مقاومة نفسية وبدنية لهزم غريمه داء الصرع.إلى أن أحرز على شهادة السلك الذي يؤهله للدارسة في شعبة كانت تستهويه بالديار الأوكرانية.
عاد صاحبنا من المهجر وكله طموح من أجل بناء مستقبل يحلم به.
طلب من أسرته خطبة من كان يتمناها رفيقة دربه لكن تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن فقد كانت الشروط أكبر من مبتغاه وتخلت الحبيبة عن حبيبها لكن الصدمة كانت كبيرة ولم يتحمل نور الدين ما واجهه من عقبة كؤود فكانت الصدمة عميقة نفسيا مما أدى لإحياء نوبات الصرع من جديد.
تحمل بطلنا ما حل به وتعايش من جديد مع حالته لكن هذا الهدوء الحذر قبل العاصفة لم يدم طويلا حتى تفاجأت الأسرة بوفاة والده المفاجئ .الأب الذي كان إلى جانب والدته نعم الصديق ونعم الرفيق في السراء كما في الضراء
ورغم ما حدث وما هي إلا شهور معدودة عاد الشاب لمصارحة والدته فأبدى لها رغبته في الزواج
وهو في حالة من الأمل بطعم الرجاء ذات ليلة من ليالي أواخر سنة 2020 وقد أمضى يومه نشيطا لا يرى عليه أثر العياء ألمت به أزمة صحية لم تمهله حتى ألحقته بالرفيق الأعلى ليزف إلى الحور العين رحمة الله عليه
إمضاء :
الحبيب المغاري الإدريسي
المغرب

قد يعجبك ايضا

اترك رد