المنتخب الوطني ووليد الركراكي” رحم الله امرء عمل عملاً فأتقنه”بقلم “أبو أمين” بيان مراكش
منذ مدة ونحن نصدح بملء فينا أن المغرب ، إذا توافرت لديه الفرص و الشروط والظروف المواتية يمكن أن ينجز المنجزات والمعجزات ، و يمكن أن يكون مثالا ونموذجا يحتذى ، من موقعه في العالم العربي ومن موقعه في القارة السمراء، للإقلاع والتطور الإقتصادي والإجتماعي والثقافي.
ولعل تألق المغرب الباهر في مونديال
قطر خير دليل على ما سبق أن قلناه في مقالات سابقة حول فنون التدبير وإدارة التنمية وحب الوطن وإتقان العمل.
لقد تألق المغرب في مونديال قطر وبرزت صلابته وقوته بفضل توافر شروط أخرى غير مادية قادته إلى صناعة التاريخ الكروي في مواجهات قوية أمام الكبار التقليديين للقارة العجوز. ولا ننسى ما تحدث به البطل الشاب الخلوق وليد الركراكي مرارا وتكرارا عن مفهوم “النية”وهي منتوج مغربي صرف مليء بكثير من الدلالات والحمولات أصبح الكثير يبحث عنها عبر العالم، حمولات تعني حب الوطن والثقة بالنفس والعزيمة والطاقة الإيجابة و الصدق وصفاء السريرة وتطابق الداخل مع الخارج كما تعني الأخذ بالأسباب، وهي العناصر الأساسية لكل نجاح وتألق.
كما يجب أن لا ننسى ، ما قاله مدرب المنتخب الوطني في معرض حديثه عن اللاعب حكيم زياش في مؤتمر صحفي: “ أنك عندما تمنحه الحب والثقة سيموت من أجلك” وتأكد بذلك حدس المغاربة الفطري أن استبعاد هذا اللاعب الشهم الكريم من طرف الناخب السابق من الإستحقاقات الرياضية السابقة، كان بسبب الذاتية والأنانية والتعصب والإصرار على الخطإ وسوء تدبير الفريق. في حين أن حسن إدارة وتدبير الفريق و التعامل معه يتطلب التعامل مع جوانب غير مادية في الإنسان سماها الركراكي” الحب والثقة والنية ” إضافة إلى الخبرة والحنكة واللمسة الفنية الشخصية .
ولعل واحدا من أهم الدروس التي استطاع المغاربة تحقيقها بفضل “نية” وليد والمنتخب من المونديال هو أنهم أحيوا شعار روح الفريق وانسجامه بين مكوناته وأظهروا للعالم أن كل مغربي هو مغربي سواء ولد في الداخل أو ولد في الخارج . كما أحيوا شعار حب الوطن وأحيوا روح الأخوة المغاربية ورفعوا راية الدين الحنيف عالية بتعلقهم بدينهم أمام الملايين من بقاع كل الدنيا بسجودهم في الملاعب عند كل انتصار، وكسروا، بمعية منظمي مونديال قطر،كثيرا من مظاهر الإنحراف التي كانت سائدة في مونديالات سابقة نظمتها دول أخرى .
لقد ظهرت كرة القدم في قطر ،وبتألق منتخبنا ، في حلة جديدة و في أجمل صورها وتجلياتها : ملاعب جميلة وآخر ما وصلت فيه التجهيزات في تكنولوجيا الملاعب، كل ذلك يمكن اعتباره دليلًا على أن كرة القدم ليست ذلك المخدّر أفيون الشعوب الذي يظهر الجماهير مغيبة مخدرة تنهش وتأتي على الأخضر واليابس كالحيوانات الضارية.
قدّمت قطر منتوجًا رياضيًا راقيا يضاهي ما تقوم به الدول المتقدمة وأبهرت العالم، بملاعبها ومرافقها وطرقها و مستوى إدارتها وتنظيمها للدوري ورقي وتمدن مئات الآلاف من جماهيرها.
الرجل المناسب في المكان المناسب مقولة مناسبة لوليد الركراكي” رحم الله امرء عمل عملاً فأتقنه”