احتفاء باليوم العالمي لشجرة الأركان.

تنظم الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة كلميم واد نون والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان
يوما تحسيسيا وتربويا حول شجرة الأركان لفائدة تلميذات وتلاميذ التعليم الثانوي بسلكيه
نظمت الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، اليوم الثلاثاء 16 ماي 2023، بتنسيق وشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة كلميم واد نون، يوما تحسيسيا وتربويا حول شجرة الأركان لفائدة تلميذات وتلاميذ مؤسسات التعليم الثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي بإقليمي كلميم وسيدي إفني.


وأوضح مندوب الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان بكلميم، السيد أحمد الفراق، في كلمة ألقاها خلال هذا اليوم التحسيسي المنظم بقاعة العروض بملحقة الأكاديمية، أن هذا الحدث يعد مناسبة لتحسيس الناشئة بأهمية المحافظة على شجر الأركان باعتباره موروثا طبيعيا وثقافيا، وتنمية مجاله الحيوي، ومناسبة أيضا لتعريف التلميذات والتلاميذ بمزايا هذه الشجرة الفريدة وطبيعتها ومناطق تواجدها وأهميتها البيئية، وضرورة المحافظة عليها وتثمينها باعتبارها صنفا يجسد غنى التنوع الإيكولوجي ببلادنا.
وأكد السيد المندوب أن الاحتفاء باليوم العالمي لشجرة الأركان هو مناسبة لتسليط الضوء على مجهودات المملكة المغربية في المحافظة على هذه الشجرة وتثمين مجالها باعتبارها محمية للمحيط الحيوي وتصنيفه كتراث لامادي للإنسانية، وباعتبارها كذلك مصدرا للتنمية المستدامة ورمزا للتأقلم مع التغيرات المناخية، مضيفا بأن هذا الاحتفال العالمي يهدف أساسا لإبراز الدور المتميز الذي يلعبه المجال الحيوي للأركان في تعزيز تأقلم الساكنة المحلية ومدى مساهمته في تحقيق الأهداف الأممية للتنمية المستدامة، وذلك من خلال مساهمته في الأمن الغذائي وقدرته على التكيف مع التغيرات المناخية، وكذا الجهود المبذولة لتوفير الظروف اللازمة للعيش في ظل ما يعرفه هذا المجال من شح الموارد المائية.
من جهة أخرى أبرز مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة كلميم واد نون، السيد مولاي عبد العاطي الأصفر، في معرض كلمته، الأهمية البالغة التي يكتسيها هذا النشاط الذي يعد ثمرة شراكة وتنسيق بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، داعيا جميع الفاعلين والشركاء إلى الالتئام حول المدرسة المغربية ومواصلة الجهود من خلال مدخل الشراكات التي تحضى بعناية خاصة من لدن الأكاديمية ومديرياتها الإقليمية وكافة المؤسسات التعليمية التابعة لها، على اعتبار أن النهوض بالشأن التعليمي والتربوي وبالمدرسة المغربية هو شأن مجتمعي بامتياز.
وأكد السيد المدير على أن أهمية هذا النشاط تكمن أساسا في كونه استهدف المؤسسات التعليمية وأحدثا أثرا واضحا فيها، ويتجلى ذلك من خلال الأنشطة المكثفة التي تم تنظيمها بالمناسبة، وكذا المنتجات التي تم عرضها بأروقة وفضاءات قاعة العروض التي تحتضن اليوم فعاليات هذا اليوم التحسيسي والتربوي بأهمية المحافظة على شجر الأركان وتثمينه، مضيفا بأن تنظيم مثل هذه الأنشطة ينسجم مع المستجدات التي تعرفها منظومة التربية والتكوين، والمرتبطة بالتنزيل الإجرائي لخارطة الطريق 2022-2026 التي تتغيا بلوغ نموذج جديد للمدرسة المغربية، من خلال مجموعة من التدابير من بينها تنشيط الحياة المدرسية.
وشدد السيد المدير على الأهمية البالغة التي يكتسيها هذا النشاط المندرج في إطار تنشيط الحياة المدرسية بالنظر لمساهمته المرتقبة في تمكين التلميذات والتلاميذ من اكتشاف ميولاتهم، وصقل مواهبهم، وإبراز طاقاتهم وقدراتهم الإبداعية وتنميتها، وأيضا في ترسيخ القيم الوطنية والكونية لديهم، ومن ضمنها قيم المحافظة على البيئة بمختلف مكوناتها.
إلى جانب ذلك، نوه السيد المدير بالأدوار الطلائعية التي تضطلع بها الأندية التربوية ومساهمتها في تنشيط المؤسسات التعليمية ثقافيا وعلميا ورياضيا وفنيا وإعلاميا وبيئيا من خلال مثل هذا النشاط الذي يهدف إلى التحسيس والتوعية بضرورة الحفاظ على شجرة الأركان باعتباره تراثا وطنيا ينبغي صونه وتثمينه، وكذا ضمان انفتاح المؤسسات التعليمية على محيطها الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والبيئي.
وتخلل هذا اليوم التحسيسي إلقاء كلمات من قبل ممثلة مجلس جهة كلميم واد نون ومديري العديد من المصالح الخارجية للقطاعات المهتمة بالشأن الفلاحي والغابوي والبيئي، تم خلالها التعريف بهذا التراث الغابوي وإطلاع الحاضرين على المجهودات المبذولة لتنميته، وإبراز تدخلات هذه القطاعات من أجل المحافظة عليه وتثمينه، كما تم تقديم مداخلات وعروض حول المميزات الإيكولوجية والاجتماعية لشجرة الأركان، وكذا أهميتها البيئية وفوائدها على الطبيعة وعلى صحة الإنسان، مع الحث على ضرورة المحافظة عليها وتثمينها كصنف من النباتات المستوطنة بالمغرب والتي تجسد غنى التنوع الإيكولوجي.
وشكل هذا اليوم التحسيسي، المنظم تحت شعار: “التنمية السوسيو اقتصادية المحلية واستدامة منظومة الأركان”، مناسبة للإطلاع على مجموعة من إنتاجات عدد من النوادي التربوية التي تزخر بها مؤسسات التعليم الثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي بإقليمي كلميم وسيدي إفني، عبارة عن مجلات حائطية، ومجسمات وولوحات تشكيلية ورسومات، كما تم عرض لوحات فنية، ومسرحيات، وروبورطاجات صحفية، وأغاني وأناشيد تربوية تناولت في مجملها موضوع شجرة الأركان.
وتوج الحفل الذي حضره بالخصوص السيد باشا مدينة كلميم، والسيد قائد المقاطعة الثالثة، وممثلين عن مجلس جهة كلميم واد نون والمجلسين الإقليمي والجماعي لكلميم، والمديرين الجهويين للعديد من المصالح اللاممركزة للدولة، والمدير الإقليمي للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ورؤساء بعض المؤسسات التعليمية والأستاذات والأساتذة وتلميذات وتلاميذ العديد من المؤسسات التابعة لإقليمي كلميم وسيدي إفني وممثلي جمعيات المجتمع المدني وبعض المنابر الإعلامية، توج بتوزيع الجوائز والتذكارات والشواهد التقديرية على المؤسسات التعليمية الفائزة في إطار المسابقة الفنية الإبداعية حول شجرة الأركان لهذه السنة.
وتجدر الإشارة إلى أن المؤسسات التعليمية عرفت تعبئة واسعة لمختلف الفاعلين التربويين والمتدخلين والشركاء، من أجل إبراز أهداف وغايات اليوم العالمي لشجرة الأركان وترسيخ ثقافة الاعتزاز بموروثنا الطبيعي والثقافي، من خلال تنظيم العديد من الأنشطة للتعريف بهذا التراث الغابوي وسبل المحافظ عليه.

Comments (0)
Add Comment