” العبد ” يمثل المغرب في المسابقة الرسمية لمهرجان سينما المؤلف بالرباط في دورته 27.

كتبته :صفاء أحمد آغا

يشارك بالدورة 27 لمهرجان سينما المؤلف بالرباط فيلم ” العبد ” للمخرج المغربي ( عبد الإلاه الجوهري ) وهو ثالث تجاربه في الأفلام الروائية الطويلة الذي إختار المنطقة الشرقية، وتحديدا مدينتي وجدة وفكيك لما تتميز به من مؤهلات طبيعية و ديكورات تزخر بها المنطقة و تراثها الغني الذي لم يتم استغلاله في السينما الوطنية والعالمية”.
وسط حشووود غفيرة إمتلأت قاعة سينما ( la Renaissance ) حيث تابع جمهور مهرجان الرباط المخلص والعاشق لمتابعة أفلام هذه الدورة .
” العبد ” يحاول المخرج من خلال فيلمه هذا طرح قضية تعتبر من أحد الطابوهات المهمة وهي ” مفهوم العبودية المعاصرة ” في عصرنا الراهن و الضوابط والقواعد التّي تُقيّد حرية الإنسان المُعاصر، أمام مجموعة من الالتزامات المفروضة عليه بشكل يومي، من خلال الشاب إبراهيم الذي يجد نفسه أمام عدة أسئلة فلسفية تحاكي مفهوم العبودية وكيفية التعامل معها في مختلف مناحي حياته اليومية سواء عمل أو البيت و الشارع وعلاقته مع الآخر ومع أحداث الفيلم وباقي الشخوص يتبين لنا أن هناك عدة وجوه مختلفة لمفهوم العبودية و ذلك حسب علاقتها بالظروف المعيشية للإنسان و إختلاف قناعته بمفهومها و حسب معتقدتاته فنجد الذي كان يتغنى بالحرية من خلال مدافعته عن حقوق العمال يقع في فخ العبودية المبطنة من خلال تصويره مع صديقته أثناء علاقتهما الحميمية ليتم إبتزازه في الوقت المناسب , بخلاف بطل الفيلم الذي كان متقوقع وسط عبودية متخبطة بين عبودية الله أو الوطن او الإنسان .


ويبين لنا المخرج في إحدى مشاهد الفيلم ماهية عقوبة العبد الخائن في مفهومها الفلسفي من خلال إبراهيم بطل الفيلم الذي حاول وصفها أمام سيده من العصور القديمة مرورا بالوسطى وصولا إلى عصرنا الحاضر ؛ وذلك لشكه فيه بسرقة مجوهرات إبنته لتتدخل بدورها في الوقت المناسب وتنقده من بطش أبيها التي تعلم تماما كيف كان سيجعل مصيره رغم تأكدها من أنه من فعلها ؛ من خلال تصرفها هذا أجابته عن أسئلة عدة كان يتخبطها فيها من خلال تقاليد وأعراف وقوانين يقيد بها نفسه وتجعله خاضعا لها وعبدا دون أن يدري ؛ ليجد ضالته وحريته ويقتنع بأن حرية الإنسان تتمثل في حبه لله والوطن ولأخيه الإنسان”.


ويشارك في فيلم “العبد” مجموعة من الفنانين المغاربة منهم، إسماعيل أبو القناطر، نعيمة إلياس، عمر لطفي، سحر الصديقي، ماجدة زبيطة، حميد زيان، سعد موفق وهاجر شرقي.

Comments (0)
Add Comment