المهرجانات الثقافية تشكل لبنة أساسية في التعريف بمؤهلات وخصائص المناطق وتنمية السياحة الداخلية (وزير السياحة)

قال وزير السياحة السيد لحسن حداد، نهاية الأسبوع المنصرم بالجماعة القروية بوخريص (دائرة أبي الجعد)، إن المواسم والمهرجانات الثقافية أضحت تشكل لبنة من اللبنات الأساسية في التعريف بالمؤهلات وخصائص المناطق، باعتبارها فضاءات تساعد على خلق وتنمية حركية السياحة الداخلية والاقتصادية وترويج للثقافة التراثية المحلية.

وأوضح السيد حداد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة الزيارة التي قام بها لفعاليات الدورة السابعة لموسم الولي الصالح سيدي بلغيث، الذي تنظمه الجماعة القروية لبوخريص ما بين 26 و28 مارس تحت شعار “فضاء للإشعاع الروحي ودعامة الرأسمال اللامادي” وعرف على الخصوص حضور وزير الثقافة السيد محمد أمين الصبيحي ووزيرة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني السيدة فاطمة مروان، أن هذه التظاهرة الثقافية والسياحية، التي تحضرها مختلف المناطق وخاصة التابعة لدائرة أبي الجعد، أضحت تشكل موعدا سنويا ومحجا للزوار من أجل إحياء الثقافة العريقة للفرس والفروسية وعرض أحسن ما هو موجود بالنسبة للثقافة البدوية وتنشيط الاقتصاد وبالتالي المساهمة في تنمية وتشجيع السياحة الداخلية.

وأضاف في السياق ذاته، أن وزارة السياحة تعتزم بشراكة مع وزارتي الثقافة والداخلية تسطير برنامج خاص بالتعريف بالمنطقة ودعم الطاقة الإيوائية وتشجيع ودعم الفاعلين السياحيين لجلب أكبر عدد ممكن من الزوار لمثل هذه التظاهرات التي يمكن تطويرها، بغية جعلها تتوفر على تنمية ثقافية بشكل يعرف بالمقومات الثقافية والمؤهلات السياحية للمناطق المحتضنة، مبرزا أن الوزارة تدعم سياحة المواسم والمهرجانات الثقافية، التي تشكل رافعة أساسية للتنمية السوسيو اقتصادية وتعد إحدى الركائز المعتمدة في إطار استراتيجية 2020 للنهوض بالسياحة الداخلية والقروية.

وأكد الوزير أن أهمية هذا الموسم تكمن أيضا في تعبئة جميع الساكنة وراء النموذج التنموي للعالم القروي والمسيرة التنموية التي يعرفها المغرب، مؤكدا، من جهة أخرى، على التأثير الإيجابي لمثل هذه التظاهرات سواء تعلق الأمر بتعبئة الساكنة حول المقومات الثقافية والتراثية لتحقيق التنمية المستدامة والاهتمام بالسياحة الداخلية والتلاقح بين العديد من الجماعات والجمعيات، أو تعلق الأمر بالدينامية الاقتصادية من خلال الرواج التجاري، وخاصة الحرف المتعلقة بالفرس وعرض المنتوجات المجالية إلى جانب الاستهلاك والفرجة.

من جانبه، أكد وزير الثقافة محمد أمين الصبيحي في تصريح مماثل، أن موسم سيدي بلغيث، الذي يجمع قبائل المنطقة، يشكل فرصة لإبراز قيم التعايش والتآخي وإبراز المؤهلات الطبيعية والفلاحية والتراثية والثقافية والسياحية التي تزخر بها المنطقة، مضيفا أن الموسم يندرج في إطار حماية التراث اللامادي وتثمين وتقوية الرأسمال الرمزي للمنطقة خدمة للتنمية المستدامة.

وأبرز أن وزارة الثقافة تنظم ما يناهز 22 مهرجانا تراثيا في كل جهات المملكة من أجل إبراز الجوانب المتنوعة من التراث الوطني، وتدعم تنظيم كل هذه المهرجانات التراثية التي تساهم وبكيفية قوية في الحفاظ على الموروث الثقافي وتثمين التراث الوطني، إلى جانب المساهمة في الحركية الاقتصادية والاجتماعية والتعريف بتراث وثقافة المنطقة وبمؤهلاتها والحفاظ على الموروث الثقافي والفني لهذه المناطق.

من جهتها، قالت وزيرة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني فاطمة مروان في تصريح مماثل، إن هذه التظاهرة الثقافية تشكل، إضافة لدعم النشاط الثقافي التراثي والاقتصادي، مناسبة لدعم منتجات الصناعة التقليدية المرتبطة بثقافة الفروسية (السروج، لباس الفارس، الخيام..)، مبرزة أن برنامج الوزارة يهدف إلى دعم والحفاظ على هذه الحرف من خلال تلقينها للشباب بمراكز التكوين المهني للصناعة التقليدية، حفاظا عليها من الاندثار وضمان استمراريتها باعتبارها تشكل امتدادا طبيعيا للثقافة المغربية.

وأضافت أن هذه التظاهرات الثقافية المرتبطة بالفروسية تشكل مناسبة لإبراز غنى وخصوصية منتجات الصناعة التقليدية وكذا مهارات الصانع التقليدي المغربي، مشددة على أن الوزارة تعتزم إنجاز برنامج يخص الجودة وإتقان المنتج بغية تطوير المهارات الإبداعية للصناع التقليديين في مجال حرف الصناعة التقليدية.

ويروم موسم الولي الصالح سيدي بلغيث، الذي عرف مشاركة 360 فارسا و19 سربة من داخل وخارج دائرة أبي الجعد، إحياء تراث الفروسية والمحافظة عليه وتثمينه باعتباره موروثا ثقافيا ومكونا أساسيا للثقافة المغربية، وتطوير الأنشطة الاقتصادية بالمنطقة وخلق رواج تجاري للأنشطة المدرة للدخل وخلق فرص للاستجمام واكتشاف المؤهلات الطبيعية والفلاحية للمنطقة.

Comments (0)
Add Comment