النقابات التعليمية تعانق الوهم..

بعد استقبال وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة للنقابات “الأكثر تمثيلية” بقطاعه أو “مزرعته”، ومن بينها بالخصوص الجامعة الوطنية للتعليم، التوجه الديمقراطي، والنقابة الوطنية للتعليم، الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، سوق الكاتبان العامان لهاتين النقابتين “العتيدتين” الوهم للشغيلة التعليمية وللرأي العام، وبحماس غريب ومريب.
لقد عبرا عن حُسن نيتهما وعن أملهما في حل معضلات المنظومة التربوية برمتها إلى جانب الوزير “الاستثنائي”، هكذا بجرة “لسان”!!!..
الأمر المؤسف الأول هو تهافت “قادتنا” النقابيين على طاولات “الحوار” الأنيقة بدون شروط وبفرح طفولي، وكأن لا شيء وقع في الماضي القريب أو البعيد.
نضالات وتضحيات ذهبت سدى…
لماذا أيها “القادة” قبول البداية من جديد وعن طيب خاطر؟
لماذا “تُلدغون من نفس الجحر” مرات ومرات؟
الأمر المؤسف الثاني هو تناقض “قادتنا” النقابيين مع أنفسهم ومع مؤسساتهم (الحزب والنقابة…)، فهل نسوا أو تناسوا موقفهم من مهزلة الانتخابات وما ترتب عنها، ومنه هذه الحكومة/المحكومة وهذا الوزير “اللطيف” الذي يحب الحوار والحوار فقط؟!!!
والأمر المؤسف الثالث هو نسيان أو تناسي تجارب الماضي، فمتى كان وزير يحكم أو صاحب قرار؟!!!
وأخطر من ذلك، فعندما كانت نقاباتنا تسبح في وهم الوزارة “الجديدة” داخل المكاتب المُكيفة، كانت الزرواطة بالمرصاد للشغيلة التعليمية التي سُميت رغما عنها “موظفي/ات الأكاديميات” بالشارع العام، بالإضافة إلى استمرار المحاكمات وغياب أي أفق ملموس لتحقيق المطالب المرفوعة، غير الوعود المكرورة والماكرة..
فبدل إعلان معارك نضالية لانتزاع الحقوق وفرض المكاسب والحفاظ على المكتسبات، لجأت قيادات نقاباتنا البيروقراطية بكامل زينتها إلى التملق والاستعطاف بصيغة “حسن النية”.
إنها مرحلة فرض الذات المناضلة أيها “القادة” ومن موقع القوة؛ أما الخضوع والمهادنة، فذلك ما أغرقنا في مستنقعات الذل..
فإلى متى أيها “القادة” النقابيون ستستمر معاناتنا؟!!!
انخرطتم في لعبة “اللجن الثنائية” المؤدية في صمت غير بريء الى إحدى غرف “الجحيم” (مجلس المستشارين)، هل سننتظر نتائج التجارب السابقة التي لم تحظ بأي تقييم ولا بأي دراسة…؟!!!
انخرطتم في العديد من الأوراش الملغومة بدون فائدة، ماذا سننتظر من الانخراط “الجديد”؟!!!
هل ذاكرة “قادتنا” ذاكرة عصفور، أم ذاكرة مُتكيفة/مُتحورة؟!!!
عبرتم مع مطلع كل حكومة ومع قدوم كل وزير عن “حُسن نيتكم” (التفاؤل المُفرط والمجاني)، وقعتم على بياضات كثيرة، عقدتم صفقات لفائدة مركزياتكم وأحزابكم السياسية؛
إننا نُؤدي الثمن غاليا، أجيالا بعد أجيال…
رجاء، إن “حُسن نيتكم” يقتلنا…
رجاء، عبروا عن “سوء نيتكم”، ودفاعا عن كرامتكم، ولو مرة واحدة…
أليست لديكم كرامة؟
معذرة، لا لتسويق الوهم من طرفنا.. لا رهان على هذه القيادات..
لنعتمد على طاقاتنا النضالية البديلة والموحدة، من المدخل السياسي البديل..
كفى من اجترار الانبطاح والفشل..

Comments (0)
Add Comment