بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ليوم الثلاثاء 15 مارس 2022.

عقد المكتبُ السياسي لحزب التقدم والاشتراكية اجتماعه الدوري يوم الثلاثاء 15 مارس 2022، وتداول في عددٍ من القضايا المُدرجة في جدول أعماله.

تأكيدٌ على موقف الحزب من النزاع الروسي الأوكراني

بخصوص النزاع المسلح الروسي الأوكراني، أكَّدَ المكتبُ السياسي على موقفه الذي عَبَّرَ عنه في البلاغ الصادر عن اجتماعه الأسبوعي السابق. وجَــدَّدَ دعوته إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، وترجيح الحِكمة والرجوع إلى العقل، والتشبث بخيار التفاوض والحوار السلمي أملاً في مَخْرَجٍ سياسي للأزمة. كما جَــدّدَ نداءه إلى حِـفظ الأمن والاستقرار، وتفادي حصد مزيدٍ من الضحايا في الأرواح، وتَــجَــنُّــب تعميق المآسي الإنسانية، ووضع حدٍّ للخسائر المادية والأضرار الاقتصادية الفادحة، ومنع حدوث انفلاتٍ أكبر وأوسع للوضع.

وطنيا: الأوضاع الصعبة تقتضي خطة حكومية شاملة وإجراءات فعلية

على الصعيد الوطني، أعرب المكتبُ السياسي عن أمله في تَحَسُّنِ مُعطيات السنة الهيدرولوجية ومعها الموسم الفلاحي، بعد أمطار الخير الأخيرة. ثم استعرض الصعوبات المتصاعدة والإكراهات الحادة التي تتسم بها الأوضاعُ الاقتصادية والاجتماعية. وأعاد التأكيد على أنَّ ذلك، بالضبط، ما يجعلُ الحاجَــةَ ماسَّة إلى أن تكون، فعلاً، الحكومةُ الحاليةُ حكومةً سياسيةً قويةً تستطيع تَحَمُّلَ مسؤولياتها في إيجاد الحلول ومواجهة التحديات واتخاذ القرارات وتفسيرها أمام الرأي العام الوطني.

تأسيساً على ذلك، يُطالب حزبُ التقدم والاشتراكية الحكومةَ بعدم الاكتفاء بالإعلان عن النوايا، وبالتخلي عن مقاربة التدابير المعزولة. ويدعوها إلى المرور، بالمقابل، نحو اتخاذ القرارات الفعلية والملموسة والمُــتَّــسِقة، تفعيلاً للدور الاستراتيجي للدولة. وذلك من خلال بلورة خطة شاملة وواضحة ودقيقة وواقعية، تتضمن الإجراءات الكفيلة بِصَوْنِ السِّــلْمِ الاجتماعي، ودعم القدرة الشرائية للمواطنين، وإنعاش المقاولة الوطنية، والنهوض بحكامة المجال الاقتصادي.

بعض المداخل الممكنة للحد من الغلاء الفاحش للأسعار وصون السلم الاجتماعي

وفي هذا الإطار، فإنه على الحكومة التحلي بالجرأة في اتخاذ إجراءاتٍ صارمة للحد من الغلاء الصاروخي للأسعار، خاصة ونحن على مشارف شهر رمضان الأبرك. ويتعين في هذا الاتجاه التدخل لتقليص هوامش الربح الخيالية بالنسبة لشركات المحروقات، إعمالاً لمبدأ التضامن الوطني؛ واستعمال الأداة الضريبية والجمركية بما يُخفض من سعر البنزين والكازوال وباقي المواد الأساسية عند الاستهلاك؛ واعتماد المراقبة الصارمة من أجل ضبط أسعار المواد الاستهلاكية والخدمات الأساسية؛ ومنع الاحتكار والمضاربات؛ والزجر الشديد لسماسرة الأزمات المؤثِّــرين سلباً في مسار التوزيع والتزويد؛ وترجيح أولوية تأمين تزويد السوق الوطنية على التصدير. وكلُّ ذلك بالموازاة مع التدابير ذات الوقع على المدى المتوسط، والمتعلقة، أساساً، بضمان الأمن الطاقي والغذائي والمائي لبلادنا، لا سيما من خلال إيجاد الحلول الناجعة والسريعة لإعادة تشغيل مصفاة لاسامير؛ وإعادة توجيه القطاع المائي والفلاحي نحو هدف الحفاظ على الثروات الطبيعية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتقليص اللجوء إلى الاستيراد، والحد من درجة الخضوع لتغيرات المناخ وتقلبات السوق الدولية. وفي هذا الصدد يُجدد الحزبُ دعوتَهُ من أجل تفعيل مبدأ التضامن الوطني، بشكل استثنائي وظرفي، لتوفير الموارد المالية الضرورية للقيام بهذا المجهود الوطني الكبير.

وإلى جانب هذه الإجراءات، وغيرها، يدعو المكتب السياسي الحكومة إلى تمتين الجبهة الداخلية، في هذه الظروف الصعبة، من خلال تقوية حضورها السياسي والتواصلي، والشروع في الاهتمام بالفضاء الديموقراطي، ومُباشرة الإصلاحات الضرورية في مجال الحريات والحقوق والمساواة، وذلك بما يَــبُــثُّ نَفـــساً ديموقراطيًّا وحقوقيًّا جديداً في كافة فضاءات الحياة الوطنية، وبما يُسهم في تعبئة وحشد هِــمَــمِ مختلف فئات الشعب المغربي.

رفض شغب الملاعب: على الرياضة أن تظل فضاءً للقيم والأخلاق

وتناول المكتب السياسي، أيضاً، ظاهرة شغــب الملاعب، بمناسبة الأحداث المؤسفة والمؤلمة التي شهدها المُجَمَّع الرياضي الأمير مولاي عبد الله، بالرباط يوم الأحد الماضي، إثر مباراة في كرة القدم. وفي هذا السياق، يُعرب حزبُ التقدم والاشتراكية عن استيائه ورفضه لأعمال الشغب والعنف المقلقة التي باتت تُــرافق بعض المنافسات والمناسبات الرياضية، مؤكدًا على أنْ لا شيء يُمْكِنُ أن يُـبَـــرِّرَ مثلَ هذه السلوكات ذات الأضرار المادية والمعنوية البليغة، وعلى أنَّ الرياضة يتعين أن تظل فضاءً للقيم والأخلاق، وللفائدة والاستمتاع والتلاقي والتنافس الشريف.

وعَـــبَّرَ حزبُ التقدم والاشتراكية عن يقينه في أنَّه من اللازم، إلى جانب المقاربة الأمنية الضرورية، اعتماد مقاربة شمولية تتحمل فيها كافة الفضاءات السياسية والجمعوية والتأطيرية والتربوية مسؤولياتها، لأجل تجاوز ظاهرة العنف والشغب الخطيرة في الملاعب الرياضية، وإذكاء الروح المواطناتية والقيم النبيلة والأخلاق الرفيعة بالوسط الرياضي، وبالمجتمع عموما.

تهنئة لمنتدى المناصفة والمساواة على النجاح الكبير لمؤتمره الوطني الثاني

أما على صعيد الحياة الداخلية للحزب، فقد نَــــوَّهَ المكتبُ السياسي بالنجاح البَــيِّــن، على جميع المستويات، الذي عرفه المؤتمر الوطني لمنتدى المناصفة والمساواة، والمُنَظَّم بمدينة بوزنيقة نهاية الأسبوع الماضي. وتَوَجَّهَ بالتحية الخالصة إلى كافة الرفيقات والرفاق اللواتي والذين سهروا على إنجاح مؤتمر هذه المنظمة الموازية للحزب. وخـــصَّ المكتبُ السياسي، بالتهنئة الحارة، جميع عضوات وأعضاء المجلس الوطني المنتخب، وفي مقدمتهم الرفيقة شرفات أفيلال التي انتخبها المؤتمر الوطني الثاني، بالإجماع، رئيسةً لمنتدى المناصفة والمساواة، متمنيا للقيادة الجديدة للمنتدى كامل التوفيق والنجاح.

وإذ أعرب المكتب السياسي عن اعتزازه بعمل المنتدى الذي استطاع اجتذاب طاقات نسائية مناضلة في مختلف ربوع الوطن، فإنه يدعو القيادة الجديدة إلى توسيع حضور المنتدى ميدانيا وإشعاعيا، وتكثيف مبادراته النضالية، في المرحلة المقبلة، على مستويات التنظيم والتكوين والتأطير والترافع، وذلك خدمةً لقضايا المساواة والمناصفة التي تُـــعَــدُّ من صميم هوية الحزب وتوجهاته الفكرية والسياسية.

من جانبٍ آخر، واصل المكتب السياسي تتبع تنفيذ برنامج عمله. وتناول بالتقييم مختلف الأنشطة التي تم تنظيمها خلال الأسبوع الماضي. كما قام ببرمجة لقاءاتٍ أخرى بالنسبة للفترة المقبلة، على صعيد عددٍ من الجهات والأقاليم.

Comments (0)
Add Comment