” شماعات الفشل والإخفاق “.

بقلم : هشام الدكاني

غريب أمرنا!
نتحدث ونفكر ونعمل بعقلية الهواة ، ونطالب بنتائج ومنجزات المحترفين! فهناك مدخلات تكون نتيجتها مخرجات مبنية على نوعية ومتانة وقيمة المدخلات ، وهو منطق لا يقبل القسمة على إثنين ، وجعل أسباب جد تافهة شماعات تعلق عليهم إخفاقات منظومة غير ناجحة…
فالأرضية المناسبة للعمل في بيئة صحية لا تسمح للأشخاص بالفشل حتى وإن أرادوا ذلك ، فالأمر يتعلق بنظام عمل يتدخل لتصحيح الأوضاع في الوقت المناسب.
فالإخفاقات المتتالية هي إخفاق لمنظومة برمتها ، وما حدث يحتاج لوقفة مصارحة…
وقبل الحديث عن تغيير المنظومة فمن يستطيع أن يقول للجمهور الرياضي ما المنظومة الحالية؟
فإيجاد منظومة هو المطلب وليس تغيير شيء غير موجود في الأصل!!! والدليل هو حصاد لزرع أمس…
وحتى نضع حلولا ، لا بد من معرفة المشكلة والوصول لجذورها ، والتمكين يبدأ بجعل الرياضي محترفا حقيقيا ، وجعل الرياضة مشروع وطن ، لا مشروع فرد على حساب الجماعة…
فالمشكلة اليوم تكمن في أن كثير من الناس عندما يفشلون يستخدمون هذا النمط من التبرير كوسيلة ليتخلصوا بها من فشلهم ، فالذي يلجأ إلي هذا النمط من التفكير لا يحلل أسباب الفشل والتعثر ويتعلم منها!
بل يجد لنفسه سببا للتقصير ، مما قد يجعله عرضة لتكرار نفس الخطأ والوقوع في نفس النمط من التفكير غير السليم.
فعندما يتعثر الإنسان يجب أن يبحث عن أسباب هذا التعثر لكي يتعلم منها في القادم ، ليراكم خبرات وأفكار سليمة ، ويعد هذا التحليل لأسباب الفشل من الأنماط الإيجابية للوصول إلي ذروة النجاح.
على كل ، فالنجاح وتحمل المسؤولية هي ثقافة في مقابل ثقافة التبرير واليأس وٱختراع مبررات وهمية لا أساس لها من الصحة…
أما خطورة ذلك تكمن في عدم قدرة أصحاب الأنماط الخاطئة في التفكير من تحديد أسباب الفشل المختلفة والمتعددة والمتوالية ، معتقدين أنهم قد أتموا ما عليهم من مسؤوليات وهو ما يضعهم في خانة الجهل المركب أو المزدوج ، وهذا هو الجهل الذي يكون صاحبه جاهل بحقيقة جهله ويظن أن سلوكه وآراءه وتصرفاته سليمة في حين أنها خطأ ، مما يجعله يكرر نفس الخطأ!!!
فالتعامل مع الفشل يستوجب تحليل أسباب هذا الفشل مع ثقافة الإعتراف بالتقصير ، والعمل على الأخذ مستقبلا بكل الأسباب التي تؤدي إلى عدم حدوث ذلك.
كما إن هذا التعامل يختلف من شخص لآخر ، فمن الناس من ينظر إليه على أنه ماضي لن يعود…
ومنهم من يجر فشله معه أينما ذهب أو ٱرتحل…
وإلى هنا أقول:
إن العمر كله هو اللحظة التي أنت فيها ، فأتقن عملك ما ٱستطعت وٱصنع لنفسك مجدا أو تاريخا أو ذكرى…
فقد لا تأتيك فرصة أخرى لعمل كل ذلك.

Comments (0)
Add Comment