عفو رئاسي بالهند يشمل متهمين باغتصاب وقتل سيدة مسلمة

نجيب لمزيوق: بيان مراكش

قبل ثلاثة أيام صدر عفو رئاسي في الهند على 11 شخصا كانوا محكومين بالسجن مدى الحياة لاغتصاب امرأة مسلمة وقتل 14 شخصا من أقاربها. وهذا نصف الخبر. النصف الآخر أنهم استقبلوا استقبال الأبطال من طرف الهندوس.
لكن هؤلاء ليسوا جماعة متطرفة خارج الدولة؛ بل هم أنصار الدولة نفسها. فحزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي الذي يحكم البلاد هو الذي يرعى هذه السياسة تجاه المسلمين؛ ويريد تطهير البلاد منهم؛ لذلك يقتل عشرات المسلمين على يد الهندوس في ظل صمت دولي.
الذين اشتغلوا عشرة أيام كاملة مع سلمان رشدي؛ وهو أيضا هندي؛ لم يروا ما يحصل في بلاده. إقدام شاب مسلم طائش على الاعتداء على الكاتب الهندي يستحق الأضواء؛ لكن اغتصاب امرأة مسلمة وقتل ذويها من طرف جماعة من الهندوس تصرفوا بوعي كامل يستحق أن يبقى خبرا في العتمة.
كانت دماء المسلمين دائما رخيصة عند غير المسلمين؛ ولكن عندما تصبح رخيصة عند المسلمين أنفسهم فذلك شهادة على أننا شعوب بلا عقل. النخبة الموجودة في الفكر والثقافة والإعلام في العالم العربي نخبة فاسدة إلا من رحم ربك. إنهم لا يملكون قضية يدافعون عنها ولا هوية تميزهم؛ بل هم قطيع بالمعنى الحقيقي للكلمة لا المعنى المجازي. فهم يسيرون خلف القوي الذي يحدد لهم سلم الاهتمامات؛ ويحدد لهم مفهوم العدالة؛ ويرسم لهم الطريق؛ وبعبارة صريحة هم مرتزقة وظيفتهم إطلاق النار على إخوانهم.


كل ما يجري في الغرب يهم هذه النخبة الفاسدة؛ قتل مواطن أوروبي جريمة ضد الإنسانية لكن قتل مسلم حادث عرضي؛ وموت مواطن أوروبي جنازة في البيت لكن موت مسلم جنازة لدى الجيران.
مع ذلك تجد هؤلاء يصدعون رؤوس الناس بالحديث عن الهوية والثقافة والوعي؛ بينما هم نخبة بلا وعي ولا هوية ولا ثقافة؛ لقد شكل الوعي الغربي هويتهم وصاغ شخصيتهم وصنع منهم قالبا محددا. وإذا أردت دليلا ها هو مثال من ألف: في العام الماضي عندما انتقدت أوروبا وأمريكا ما تقوم به الصين ضد المسلمين قرأنا عشرات المقالات والتقارير في العالم العربي عن جرائم الصين ضد المسلمين؛ لكن الغرب كان يريد فقط الضغط على الحكومة الصينية لأنه بعد ذلك التزم الصمت؛ فالتزمت النخبة العربية الصمت.

Comments (0)
Add Comment