” قلوب متحجرة “.

بقلم. : هشام الدكاني

ما أصعب أن يجد الإنسان نفسه تعيش في غربة المكان والنفس معا ، وسط من نحترم ونحب ونقدر ، وفي النهاية نكتشف أننا لسنا بينهم ولسنا معهم.
وما أصعب أن يخيب أملنا في أولئك الذين راهنا عليهم يوما ما لٱعتقادنا أن شهامتهم تفوق كل التصورات ، لنجدهم جاحدي لأي معنى من معاني الإنسانية..! ناكرين للمواقف الجميلة..!
وذلك لأنهم يحملون بين ضلوعهم قلوبا متحجرة ، قاسية لا مكان فيها للمعاني والأخلاق الإنسانية الراقية.
لا أحد منا لم يذق طعم القسوة أو لم يشعر بها ، فغالبيتنا تعرضنا لمواقف عدة في الحياة بٱختلاف شدتها ، شعرنا من خلالها بقسوة الزمن وقسوة من تسببوا في ألمنا…
فكم من أسرة تفككت بسبب قسوة أحد أفرادها على الآخر!
وكم من مسؤول يعتلي أعلى المناصب ويبني علاقات ٱجتماعية يستغلها لمصلحته الشخصية ليخدم أحبائه وأقربائه ، راميا بعرض الحائط مبادىء العدل والمساواة ، فيقسو على هذا ويزرع الغل والحقد في قلب ذاك ،
كل ذلك بسبب حب السلطة والمال ليتعالى بعدها على كل القيم والمبادىء الإنسانية في الحياة ، ليجني بعدها قلبا قاسيا يبعده عن الصواب والطريق الصحيح ، طريق الله عزوجل.
فكم من قلوب متحجرة تعيش بيننا بٱبتسامة مصطنعة أو كلام معسول ، لتظهر بعدها حقيقة قلوبهم ، وينكشف زيفها ، وكم.. وكم.. وكم..!
إلى أولئك الذين طغت على حياتهم الماديات وحب المراكز ، وكثرث لديهم المطامع والرغبات فقست قلوبهم ، تذكروا أن الحياة لحظة ، وحتما هناك نهاية لنقف بين يدي العزيز الجبار ، ولنتذكر جميعا أن قسوة القلوب ماهي إلا عقوبة من الله عزوجل ، كما يقول ٱبن القيم الجوزية رحمه الله:
« ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله ».

Comments (0)
Add Comment