مؤسسة زاكورة تستضيف وفدا من وزارة التربية الوطنية بمدغشقر ضمن برنامج لتبادل الخبرات والممارسات الجيدة.

استضافت مِؤسسة زاكورة وفداً من وزارة التربية الوطنية في مدغشقر في الفترة الممتدة ما بين 19 و 24 دجنبر في إطار برنامج غني يتعلق بتبادل الخبرات والممارسات الجيدة في مجال التعليم والطفولة المبكرة.

وجاء في بلاغ للمؤسسة، أنه بصفتها فاعلا رئيسياً في التعليم في المناطق الريفية، اتصل الوفد الوزاري لمدغشقر بمِؤسسة زاكورة في إطار برنامج ” Eveil plus”، الذي تم إنشاؤه بالشراكة مع البنك الدولي.

وحسب البلاغ ، فإن الهدف من هذه العملية هو تعميم الوصول إلى تعليم جيد في مرحلة ما قبل المدرسة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و 5 سنوات والذين يعيشون في المناطق القروية وفي المناطق المعزولة.

وتمت الإشارة إلى أنه في منتصف تنفيذ المشروع، خططت الوزارة لهذه الزيارة التبادلية لمؤسسة زاكورة التي جمعت خبرات قوية في مجال تنمية الطفولة المبكرة والتعليم في المناطق النائية ً.

وتعلق الأمر بتبادل للخبرات المتعلق بتفعيل وحدات ما قبل المدرسة المجتمعية في المناطق القروية والتبادلات حول هذا الموضوع من خلال مراقبة الحالات الملموسة.

وسمحت الزيارة لأعضاء الوفد بإلقاء نظرة عامة على العمليات والمراحل المختلفة لتنفيذها. كما تمكنوا من تكوين فكرة أوضح عن الممارسات الجيدة والأحكام المختلفة التي يجب أخذها في الاعتبار قبل فتح وحدة ما قبل المدرسة.

كما تعلق الأمر بأسلوب العمل والرصد والتقييم لقياس الأثر الكيفي والكمي لأي وحدة تشغيلية بالإضافة إلى نطاق الإجراءات الموازية التي يتم تنفيذها من أجل التنمية المستدامة للأطفال في سن ما قبل المدرسة.

وحسب البلاغ، جمع نهج هذه الزيارة التبادلية بين تبادل الخبرات وتقوية المعرفة من أجل تطوير التعليم الأولي الجماعي مجتمعية عالية الجودة، وبالتالي، تم تطبيق أساليب التيسير التشاركية والتفاعلية خلال الزيارة من أجل تعزيز التعلم المتبادل، وتحديد الممارسات الجيدة، واكتساب المعرفة وتطوير البراعات.

وقد تمحور برنامج الزيارة حول ورش عمل لتبادل الخبرات والمناقشة والتفكير الجماعي، وزيارات ميدانية لعدة مدارس: مدرسة أحفيد بجماعة سيدي اسماعيل ومدرسة الجابرية بسيدي بنور، علاوة على تطوير خارطة الطريق لتنشيط تبادل الممارسات الجيدة.

كما تمحور حول مائدة مستديرة مع المندوبين وخبراء مغاربة في تنمية الطفولة المبكرة بحضور الوفد الوزاري من مدغشقر.

هذه الزيارة هي جزء من التوجهات المجتمعية لمؤسسة زاكورة بقيادة مختبر زاكورة، والتي تقوم على أساس الاستفادة من التجارب الناجحة وتجميع الجهود بين الجهات الفاعلة المؤسسية والوطنية والدولية والمجتمع المدني، وهو يتماشى بشكل خاص مع هذه الرغبة في “مشاركة المعرفة” التي يسعى إليها مختبر زاكورة، وهو أمر ضروري للتحول في التعليم في إطار تجميع المعرفة والممارسات من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

تجدر الإشارة أيضًا إلى أن نواب مدغشقر اعتمدوا مشروع قانون بشأن التوجه العام لنظام التعليم في مدغشقر مطلع الشهر الجاري.. الهدف من هذا الإصلاح هو إنشاء نظام تعليمي جيد وشامل.

تتعلق التغييرات الرئيسية، من بين أمور أخرى، بمرحلة ما قبل المدرسة الإلزامية للأطفال فوق سن الخامسة والتعليم الابتدائي في مرحلتين من ثلاث سنوات، وإدماج التوجيه المدرسي والتوجيه المهني، وتعزيز الحقوق والواجبات في نظام التعليم.

وهكذا فإن مدغشقر في طور تعميم التعليم الأولي الجماعي الإلزامية والمجانية، ولذلك جاء الوفد ليستوحي من برامج المؤسسة، التي عرفت تقدما جيدا في مجال التربية.

في هذا السياق ” قالت راماهاندريمالا مينو أندريامبينوسوا، عضوة الوفد ورئيسة مصلحة تربية الطفولة المبكرة في وزارة التربية الوطنية في مدغشقر ” بادئ ذي بدء، أود أن أشكر مؤسسة زاكورة لقبولها طلبنا بزيارة المغرب من أجل هذه الزيارة التبادلية الغنية للغاية، وقبل كل شيء على الترحيب الحار”.

وتابعت ” لقد كانت زيارة جيدة التنظيم وجيدة الإعداد.. وبصفتي تقنية، كنت راضيًة وتعلمت الكثير أثناء إقامتنا، وأرى أن التعليم قبل المدرسي في المغرب أكثر تطوراً من حيث النوعية والكمية.. كما شاركنا معكم، فإن نظامنا التعليمي في طور الإصلاح، وقد لاحظنا العديد من الممارسات الجيدة خلال زيارتنا. مرة أخرى، شكرًا ونتمنى لكم التوفيق في الخمسة وعشرين عامًا القادمة”.

وهكذا، في زخم هذه الديناميكية التربوية الطموحة ومشاركة للتجربة المغربية، نظمت مؤسسة زاكورة من خلال مختبر زاكورة، مركز البحث والتطوير التابع لها، مائدة مستديرة حول موضوع ” البرنامج الوطني لتعميم وتنمية مرحلة ما قبل المدرسة: التحديات والآفاق “.

وركزت هذه المادة على المحاور التالية: ما هي الدروس المستقاة من ديناميكية التعميم هذه؟

ما هو النموذج الواقعي الذي يمكننا اعتماده لتعميم الجودة؟ ما هي الآفاق عشية تحقيق الأهداف الكمية؟

وكان الهدف من هذا النقاش هو التذكير بالدور الحاسم الذي تلعبه مرحلة ما قبل المدرسة في تنمية الطفل، وعلى المدى الطويل، ثم الرأسمال البشري، والعودة إلى تحدياته ورهانات التعميم، مع وضع جرد لمرحلة ما قبل المدرسة في المغرب بعد 4 سنوات من بدء برنامج التعميم.

وسمح هذا اللقاء أيضًا بالحصول على ملاحظات حول تنفيذ مرحلة ما قبل المدرسة المجتمعية في مدغشقر من خلال شهادة وفد وزارة التربية الوطنية في مدغشقر.

تناولت هذه المائدة المستديرة، التي عقدت في المديرية المركزية الوطنية لمرحلة ما قبل المدرسة، أيضا هذا الالتزام الكبير للمشهد التعليمي المغربي ونظيره الملغاشي. فبقيادة متخصصين مغاربة وممثلين عن وزارتي التربية الوطنية المغربية ومدغشقر، ستتيح التبادلات بين الخبراء والمهنيين معالجة مسألة جودة التعليم لصالح الصغار.

ومن أجل مواجهة التحديات الرئيسية لنظام التعليم والتدريب لدينا، تبرز مؤسسة زاكورة كعنصر فاعل للتغيير مدفوعًا بالوعي بضرورة العمل.

فمنذ أكثر من 25 عامًا تعمل مؤسسة زاكورة، المعترف بها كمرفق عام، لصالح التنمية البشرية من خلال تعليم الأطفال وتكوين الشباب واستقلالية المرأة في المناطق القروية، مع تقوية القدرات المحلية بهدف العمل الطويل الأمد والمستدام.

وقامت المؤسسة فعلا بنشر وتكييف برامجها في نهج نظامي و شامل تستفيد منه جميع المجتمعات المحلية. وبذلك تكون قد طورت خبرة فريدة في نشر المشاريع الاجتماعية والتربوية لسكان المناطق القروية مستفيدة من دعم الشركاء الوطنيين والدوليين.

Comments (0)
Add Comment