مدينة المهن والكفاءات لجهة الرباط-سلا-القنيطرة.. مؤسسة للتكوين من الجيل الجديد لتحقيق الإدماج الفعلي للشباب في سوق الشغل.

تعد مدينة المهن والكفاءات لجهة الرباط-سلا-القنيطرة، التي أشرف على تدشينها صاحب الجلالة الملك محمد السادس أول أمس الثلاثاء بمدينة تامسنا، مؤسسة للتكوين المهني من الجيل الجديد تضع الجودة في صلب اهتمامها وتحفز الإدماج الفعلي للشباب في سوق الشغل.

وستضطلع هذه البنية العصرية، التي من المنتظر أن تستقبل قريبا عشرات المتدربين في مختلف الشعب، بأدوار تكوينية مهنية مهمة لها أبعاد اجتماعية واقتصادية على المستويين الجهوي والوطني، لا سيما وأن المواد التي تتيحها مختلف الشعب تشكل أساسا من الأسس المتينة التي من شأنها تدعيم التنمية الجهوية والوطنية.

ومن أجل جودة التكوين، زاوجت مدينة المهن والكفاءات لجهة الرباط-سلا-القنيطرة بين الشق النظري والشق التطبيقي، من خلال تشييد أجزاء كبرى مجهزة بأحدث المعدات داخل كل قطب وتشكل الامتداد العملي لكل ما يتم تعلمه داخل قاعات الدرس.

وفي هذا الصدد، قال المكون بقطب الفلاحة، مهدي السالمي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه بهدف ضمان التكوين الجيد في الشعب الفلاحية، حرصت مدينة المهن والكفاءات بتامسنا على تجهيز قطب الفلاحة بأحدث المعدات التي تواكب سوق الشغل والتطور العلمي والتكنولوجي في هذا المجال، مضيفا أن هذا القطب يتيح التكوين في عدة تخصصات فلاحية أهمها الفلاحة الدقيقة والتدبير الفلاحي والتقنيات الفلاحية وتثمين وتحويل النباتات الطبية والعطرية.

ومن جهتها، أبرزت المكونة في الطباعة المعلوماتية بقطب الرقمنة والذكاء الاصطناعي، نفيسة العسري، في تصريح مماثل، أن فضاء الطباعة المعلوماتية والتصميم يقترح على المتدربين التكوين في مجالات عديدة منها التصميم الغرافيكي والنمذجة ثلاثية الأبعاد والرسم التوضيحي أو البياني والتصميم وإنتاج محتوى الويب، مشيرة إلى أن هذا الفضاء يضمن تعلم كل ما يتعلق بالعمل المشترك وسبل التعاون العملي من أجل إيجاد حلول وأفكار مبتكرة، ووضعها في قوالبها الفنية.

وأوضحت أن هذا الفضاء يضم كل التجهيزات المستعملة في هذا المجال والتي يتم العمل بها في المقاولات، مسجلة أنه يشجع التمرين الفعلي والمباشر الذي تقتضيه مراحل إنتاج الأعمال في هذا المجال، من خلال الرسمة “croquis” والنموذج “maquette”، التي تجسد في ما بعد باستعمال الحواسيب ذات البرامج المتطورة ولوحات الرسم “tablettes graphiques” والماسحات الضوئية “Scanners à plat”، وصولا إلى مرحلة الإنتاج عبر الطابعات المتطورة التي يتوفر عليها هذا الفضاء.

وبدوره، أكد رئيس قطب الرقمنة والذكاء الاصطناعي، أنس النجار، في تصريح مماثل، أن القطب يتوفر على 18 قاعة متعددة الوسائط، مجهزة بتجهيزات حديثة لكي تتناسب مع العرض التكويني الذي يشمل شعب التطوير الرقمي، والبنية التحتية الرقمية، والذكاء الاصطناعي، والتصميم الرقمي، والطباعة المعلوماتية، مضيفا أن هذا العرض التكويني المهم ضمن قطب الرقمنة والذكاء الاصطناعي تقدمه مدينة المهن والكفاءات من أجل التيسير الفعلي لولوج المتدربين إلى سوق الشغل.

وفي ما يتعلق بالمكونين بشعب هذا القطب، قال إن مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل عمل على انتقاء أجود المكونين المتخصصين والذين لهم خبرة مهنية وميدانية مهمة في مختلف هذه التخصصات، وهو ما من شأنه تطوير جودة التكوين وضمان الولوج السلس للمتدربين إلى سوق الشغل.

وفي ما يتعلق بالمكونين بشعب هذا القطب، قال إن مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل عمل على انتقاء أجود المكونين المتخصصين والذين لهم خبرة مهنية وميدانية مهمة في مختلف هذه التخصصات، وهو ما من شأنه تطوير جودة التكوين وضمان الولوج السلس للمتدربين إلى سوق الشغل.

ومن جانبها، أفادت رئيسة قطب التسيير والتجارة، ليلى أمكراط، في تصريح مماثل، بأنه من خلال “المقاولة الافتراضية” يحاكي القطب بشكل كبير الواقع العملي المقاولاتي، مضيفة أن الهدف من هذا الفضاء هو تلقين المتدربين ملكات العمل الجماعي وتطبيق الدروس النظرية من استراتيجيات ومناهج وقرارات. كما أن هذه المقاولة الافتراضية تضم فضاء خصص لمناقشة، على سبيل المثال، هذه العناصر وكذا المشاريع والخطوات التجارية والمالية واللوجيستيكية المتخذة، من أجل إعداد المتدربين للاشتغال بعد تخرجهم في ظل منطق التخطيط والتقييم والتنافسية.

أما مسيرة الفندق البيداغوجي بقطب السياحة والفندقة والمطعمة، حسناء لعظيم، فقالت في تصريح مماثل، إن هذا القطب يتميز بوجود فندق بيداغوجي مكون من فضاء للاستقبال وصالونات و4 غرف عادية وجناحين فاخرين ومطعم بيداغوجي ومطبخ كبير، مبرزة أن الهدف من هذه الوحدات المخصصة للمتدربين من مختلف تخصصات القطب هو تكوينهم في مناخ ميداني حقيقي يحاكي بشكل مطلق الواقع المهني في مجالات التسيير الفندقي وفن الخدمات وفن الطبخ، من أجل تمكينهم فيما بعد من الاندماج بسلاسة في سوق الشغل، وسد الخصاص القائم في قطاع السياحة والفندقة.

ومن بين المكاسب الجديدة المهمة التي تحققت في مجال التكوين المهني، يأتي خلق مراكز لتعليم المتدربين اللغات والمهارات الناعمة بداخل مدن المهن والكفاءات للتركيز على تجاوز أوجه النقص في هذا الصدد.

وبهذا الخصوص، قالت المكونة في اللغة الفرنسية بمدينة المهن والكفاءات لجهة الرباط-سلا-القنيطرة، في تصريح للوكالة، إن مركز اللغات والمهارات الناعمة يتوخى تلقين المتدربين المهارات اللغوية والتواصلية الضرورية، من خلال اعتماد أساليب نشطة ومبتكرة تتمثل في التعلم المختلط (blended learning) والتعلم بالممارسة (Learning by doing)، مشيرة إلى أن المركز يركز على تلقين اللغات من خلال المنصة الرقمية (Ofppt langues)، المتضمنة في أجهزة الكمبيوتر التي تمكن المتدربين من التعلم وفق برنامج شخصي ومتلائم مع الحاجيات.

ومن جانبها، أكدت مسؤولة مركز اللغات والمهارات الناعمة، عواطف منان، في تصريح مماثل، أن الهدف من المركز يتمثل في تنمية المهارات اللغوية والسلوكية الضرورية للمتدربين، مشيرة إلى أن النجاح المهني يتوقف على المزج بين المهارات التقنية والسلوكية. كما سجلت أنه لأجل هذا الغرض، تم تصميم القاعات وتهيئتها وفق العناصر اللازم توفرها في هذه العملية من أجل توجيه التكوين نحو منطق إيجاد حلول للمشاكل المطروحة في السياق المهني.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع، الذي يعتبر ثمرة شراكة بين مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، وصندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومجلس جهة الرباط – سلا – القنيطرة، كلف استثمارا يبلغ 380 مليون درهم. ولا يشمل هذا المبلغ تكلفة المعهدين المتخصصين في مهن الصحة والصناعة الغذائية الملحقين بمدينة المهن والكفاءات.

وتعتبر مدينة المهن والكفاءات الرباط – سلا – القنيطرة الرابعة من نوعها التي تفتح أبوابها لاستقبال الشباب في طور التكوين، بعد مدن المهن والكفاءات لسوس – ماسة، والشرق، والعيون – الساقية الحمراء، التي شرعت في تقديم التكوين للمستفيدين بين أكتوبر ونونبر 2022.

Comments (0)
Add Comment