مسرودة عاشق تجاوز الستين قليلا.

شعر : عبد العاطي جميل


( … )
قد أصدق شهود عيان
حضروا ليلة زفاف
أو عقد قران
أصدقهم
أخبروني بيوم القدوم
حضروه ..
فأنا الآن
أعرف من أين أتيت
أعرف متى أتيت
لكنني الآن
في مفترق طريق .
لا أصدق من يخبرونني
بنقطة الوصول .
وقد تجاوزت الستين
لم يصل الكهرباء
بعد قريتنا
التي لم أغادرها .
لم تصل المدرسة
بعد قريتنا
التي لم أغادرها .
لم تصل الطريق
بعد قريتنا
التي عذرتها الحكومات المتعاقبة .
عاقبتنا
بلا أدنى سبب .
كان حلمي الكبير الكبير
أن أقطع مسافات جاحدة
كي أبلغ الطريق
الطريق المعبدة
التي توقفت
بعد رحيل الغريب ..

وقد تجاوزت الستين
تجاوزت تصديق الوعود
لم أقنع بنصيب
لا يصيب
غير البسطاء .
لم يقنعني هذا النشيد
الذي يشيد
بالهباء السعيد .
بيدين معروقتين
هاتين
صنعت لي جرة نبيذ
معتقا
في شهوة قصيد .
جلست جلسة نبي شريد
خانته الكتب العتيقة
والأناشيد الوثنية
التي نسجتها المعابد
التي لا تفي
بغير التهديد
الذي يعجن خبزا
لا يسمن عنزة
لا يغني عن الطريق ..
آه ، يا وجع الطريق
لا مشفى .. غير المنفى
يعيد للصغار كما للكبار
نشوة المسير .
فالطريق هي الطريق
إلى آخر الحلم البعيد :
أن أبلغ الطريق المعبدة
أن يصل الماء قريتنا
بعيدا عن خطبة الرئيس
عن خطبة الخطيب
عن خطبة العريس
عن خطبة الفقيه
عن ضلال الخطب
التي لا تبيض
التي لا تحيض ..

وقد تجاوزت الستين
لا أصدق تاريخ الملوك
لا أصدق جغرافية الحدود
لكنني أصدق عيني
التي رأت
أصدق يدي
التي كتبت
أصدق شفتي
التي روت
وما ارتوت
بغير الوعود المغلظة
التي لا تصلها الطريق المعبدة
لا تصلها الكهرباء
لا يصلها الماء
لا يصلها الكبرياء
لا يصلها العشق
لكن يصلها بطش اللصوص
وجشع الطغاة ..

طفلا
كنت أعشق فوضاي
أما الآن
صرت أعشق نظاما
آخر
يوصل
إلى أي طريق
معبدة بحريق …
(… )
……………….
يونيو 2020
………………

Comments (0)
Add Comment