من شعر الشاعر محمود درويش.

نامي قليلاً، يا ابنتي، نامي قليلا

الطائراتُ تعضُّني. وتعضُّ ما في القلب من عَسَلٍ

فنامي في طريق النحل،

نامي قبل أن أصحو قتيلا

الطائراتُ تطير من غُرَفٍ مجاورةٍ الى الحمَّام، فاضطجعي

على درجات هذا السُّلّم الحجريِّ،

انتبهي إذا اقتربتْ شظاياها كثيراً منكِ وارتجفي قليلا نامي قليلا

كُنَّا نحبُّك، يا ابنتي,

كنا نَعُدُّ على أصابع كفِّك اليُسرى مسيرتَنا

ونُنْقِصُها رحيلا

نامي قليلا

الطائراتُ تطيرُ، والأشجارُ تهوي،

والمباني تخبز السُكَّانَ، فاختبئي بأُغنيتي الأخيرةِ، أو بطلقتيَ

الأخيرةِ،

يا ابنتي وتوسّديني كنتُ فحماً أَم نخيلا

نامي قليلا / وتَفَقَّدي أزهارَ جسمكِ،هل أُصيبتْ؟

واتركي كفِّي, وكأسَيْ شاينا،ودعي الغسيلا،تامي قليلا!

Comments (0)
Add Comment