اختيار البام للكفاءات :وزير التعليم العالي شعبة “علم الشيخة” في مؤسسات التعليم العالي

البوط أحميدة

في الوقت الذي تعيش فيه الجامعة أزمات بنيوية وبدل الانكباب على معالجة المشاكل الحقيقية التي تؤرق الأسر المغربية اتجاه تعليم أبنائها من طلبة عائدين من أوكرانيا ومشاكل المنح وفضائح التعيينات والإعفاءات والفساد الأخلاقي وفضائح الجنس التي أزكمت الأنوف، و بعد خروج وزير التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار يوم 26 أبريل الماضي بتصريح مثير للجدل حول” الشيخات”
في عز الضجة التي أحدثها مسلسل ”المكتوب” الذي عرض على القناة الثانية في شهر رمضان الماضي، هاهو نفس الوزير يحث على تعليم الأبناء فن الشيخات قائلا : ” ماكينش شي مغربي يحضر شي زفاف، ومتفعلش مع الشطيح”.

إذا كان الأمر كذلك فلماذا لا يعرض السيد الوزير هذا المشروع الضخم و الطفرة التاريخية في تاريخ منظومتنا التعليمية الجامعية على الهياكل التقريرية والمنتخبة كمجالس التدبير ومجالس الجامعات وكذا مجالس المؤسسات الجامعية المغربية للتصويت عليه ؟ ولم لا يتبناه جملة وتفصيلا “من التفصيل التكاشط والدفاين والقفطان ليوم كمل الدفوع بحضور النكافة والشيخة” ؟
مضى زمن كنت فيه حينما تسمع عبارة “التعليم العالي” يذهب ذهنك مباشرة إلى مراتب ودرجات عليا في التحصيل العلمي كدبلوم الدراسات الجامعية العامة DEUG و الإجازة و دبلوم الدراسات المعمقة DEA و دبلوم الدراسات العليا DES والدكتوراه والعالمية ودكتوراه الدولة و الماستر والبحث العلمي والتبريز وغيرها من المراتب والدرجات العلمية التي تمثل نخبة وزبدة الفكر في الأمة la crème de la crème. كما أنك تتذكر نخبة مفكري المغرب من خريجي الجامعة وأساتذتها الكبار من أمثال عبد الله العروي محمد عابد الجابري طه عبد الرحمن علي أومليل محمد عزيز لحبابي محمد وقيدي سالم يفوت ممن راكموا تجربة طويلة من التنظير والفكر والفلسفة.
وكذلك زمن كان يذهب ذهنك فيه إلى النظريات الديداكتيكية ونظريات التطبيع الاجتماعي و إميل دوركايم (Emile Durkeim) و النظريات التكوينية عند جان بياجي وكذا النظريـــات اللسانيـــة.
فمتى سيراجع الوزير مسار التعليم ويحدد منهجية تعود بنا إلى أيام زمان بعيدا عن التفاهة وروتيني اليومي؟

Comments (0)
Add Comment