4 ــ من الشعر المغربي ( السلسلة الثانية ) .


مثخنا بدماء العاصفة
…………………..
ــ تراث
…………
1
كالعادة
تحت جنح الليل ، الألم
الظلال المنسية ، والتي نزفتها حيطان المنازل
نهارا حين اشتد القيظ ، ترعاها النساء
وصديقي الأقرب
يرعاها ، حريرا من الحب في قلوبنا …
نتذكر ذلك ، وأمطار الندى

الألم وأغلال اليأس تصدأ قرب مياه العيون
لكننا ،
نشحذ الرغبة ، مرة أخرى
نحن والصيادون وضيوف الرحلة
والقادمون من المجهول ، أشباه الفراغ
الكل يشحذ الرغبة الأقوى
( حتى صديقنا الواقعي حقا )

تذكر ذلك جيدا ،
كما أتذكر الآن
ضحكاتك تصطخب بقلبي
كأمواج البحر ، تصطدم بجلمود صخر
فيتطعم هواء قريتنا
بزبرجد ينسل من مسام الرذاذ ،
بينما تلال العزلة في أطراف العالم
والتي نشحذ الرغبة لاكتشافها
تصطك من البرد
بالرغم من الليل ،
الليل الذي أرخى سدوله

نخطو بأغلال وأضواء خافتة
بينما يدفق من قلوبنا
وميض حرير لا يفنى
الحكايات الخرافية أيضا . وهياج الجنائن
حيث كنا فيما سبق
نصطاد الفراشات . نتذكر ذلك
تحت جنح الليل
بالقرب من الغدير الذي يصهل
كسرة امرأة تبرق بشموس ، تركناها
بالأمس تماما
دليلا للقادمين الجدد ، الشموس
نتذكر ذلك
حين يختفي العالم بكشحه الهضيم
عن أنضارنا ، نتذكر ذلك
في مهاوي الظلام
وتحت جنح الليل .

نمضي كالعادة مقرنين بالأصفاد ..
رفقة صيادين مهرة
تقودنا حدوس ضياء نهارات
نسيناها خلف التلال ، ومازلت
تلك الحدوس البيضاء
ترن في حقول الصمت

لنمض إذن ،
رفقة صيادي الليل . لنمض
برؤوس مبللة بخيالات الظلام ،
الألم يسيل من ركبنا
كلما نبتنا في المسافات الزرقاء
حيث حجارة القدر ، أشباح الندم
وقميصي الملطخ بالدم ، قرب جب الحياة
تؤثث طريقنا
تحت جنح الليل
+++++++
أنا وحدي الآن
وحيد تماما ، طرف الوصال مقطوع
ريثما يلتحق بي قناصو الليل
والذين تعثروا بكثبان الهواء
صديقي أيضا

أنا وحيد الآن
لكنني سأنزوي داخل أعماقي
حيث قناصون آخرون يلمعون بنادقهم
كي يأخذوا ما تبقى من ذهب الأجداد .
وحيدا ،
الألم أشد بأسا من الحديد
وها أنذا أسيل
وأنتظر وحيدا على قارعة العالم

تحت جنح الليل .. ص 12 / تطوان ــ آسفي 2006
………………..
شاعر إلى : مبارك وساط
……………………………
كان يبتسم كئيبا
كلما رأى فجأة عربات أفكاره تعبر ،
تعبر لتسقط في بركة الصمت .
عربات محملة بزلزال وكوارث راوغها
راوغها وقال إنها دائما تقتفي أثر خطاه .

وكان يرى من النافذة المفتوحة على الأبد
الذكرى تنبض بالحياة ،
ويرى
الملاك على الأرجح .
ومهندس المخيلة الذي فجر حروبا في جنة
قديمة .

وكان كئيبا
رغم الضحكات التي تنفجر في صحراء أعماقه . ص 36
……………………………………
لا بد أن نصل
…………..
وإن كنت ذات الحلم
جذورا لهواء كليل ،
يا أيتها الأعالي
والتي تروض أجنحة اليائسين
كلما نفض القناصون
غبار المسافة ،
عن أعينهم المتعبة

وإن كنت خيال الأبدية الجريحة
على مشارف المحيطات ،
وطنا للأشجار العزلاء
فلا بد أن تكشف الريح
ذهب قلب العذراء
في أعماقك
الآهلة بوحوش الألم
ودماء العزلة ،
وإن كنت كذلك الجريح
فلا بد أن نصل . ص 42
…………………………
إبراهيم الكراوي ، أضغاث أحلام ، منشورات وزارة الثقافة ع 51 / 2007
………………………………………………………………………
مع محبتي الشعرية
…………………..

Comments (0)
Add Comment