أكدت مديرة الهيئة الوطنية لتقييم منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، السيدة رحمة بورقية اليوم الأربعاء بالرباط ، أن التقييم يكتسي أهمية في مجال تمويل أنظمة البحث العلمي الذي يعتبر رهانا لكل الدول خصوصا للدول النامية التي تعرف مؤسساتها الجامعية تطورا متزايدا مع وجود هياكل صاعدة للبحث.
وأوضحت السيدة بورقية خلال افتتاح ندوة دولية حول تقييم البحث العلمي في موضوع “تقييم البحث العلمي، الرهانات والمنهجيات والأدوات”، أن تقييم البحث العلمي أصبح اليوم ضروريا للسلطات العمومية التي تمول أنظمة البحث الأكاديمي، ووكالات التقييم التي أنشئت لهذه المهمة، وللدولة والمجتمع الذي يتطلع إلى الاندماج في اقتصاد المعرفة.
وأضافت أن جهود دول الجنوب تتجه نحو دعم البحث العلمي ووضعه في صلب إشكاليات التنمية وهي تحاول تعزيز نظام البحث بها بموارد مالية محدودة مما يجعل الانتقال من البراديغم الكلاسيكي لإنتاج البحث إلى براديغم جديد، ييسر الولوج لمجتمع المعرفة، يعرف إكراهات تحد من مكانة البحث العلمي ومن تأثيره كرافعة للتنمية، مؤكدة على أن هذا الواقع يبرز التقييم كوسيلة لتسليط الأضواء على وضع البحث وتقدير واقعه وملامسة إشكاليته قصد النهوض بجودته ليصبح حافزا للإنتاج العلمي.
وأشارت إلى أن تقييم البحث يعرف تطورا ملحوظا في ظل ما يسمى بالتدبيير العمومي الجديد الذي يعتمد على النتائج وعلى مبدأ الحكامة الجيدة الذي يرشد عمل الدولة ومؤسساتها، موضحة أن ترشيد الاستثمارات العمومية يتطلب التوفر على معلومات دقيقة حول حالة البحث من خلال التقييم.
وأبرزت أن البحث العلمي الجيد له تأثير إيجابي على الجامعة ويعمل على تثمين باحثيها ويساهم في إشعاعهم على المستوى الوطني والدولي ويعزز مكانتها الدولية ويلعب دورا رئيسيا في تطوير وتقدم البلد واندماجه الذكي في اقتصاد المعرفة.
وتعرف هذه الندوة مشاركة ثلاثين خبيرا متخصصا في مجال تقييم البحث العلمي، يمثلون عدة دول (كندا، البرازيل، الهند، فرنسا، النرويج، لبنان، اسبانيا، الولايات المتحدة الأمريكية، كرواتيا ، بريطانيا، وبلجيكا) بالإضافة إلى خبراء مغاربة، سيتناولون على مدى يومين عددا من المواضيع ذات الصلة بالبحث العلمي وتقييمه.
وتتمفصل أشغال هذه الندوة حول خمسة محاور أساسية هي ” المقارنة الدولية وقياس تقييمالبحث العلمي” و”طرق تقييم البحث العلمي في التجارب الوطنية والدولية” و”التعاون العلمي وتقييمه” و “الرهانات في قياس الانتاج العلمي:تقييم التأثير الاجتماعي” و”آليات تقيم سلك الدكتوراه”.