الدعوة إلى تعبئة الفضاء الفرنكوفوني للقضاء على داء فقدان المناعة والسل والملاريا

0 934

دعا المشاركون في اجتماع الشبكة البرلمانية لمحاربة فقدان المناعة المكتسبة وداء السل والملاريا، اليوم الثلاثاء بالرباط، إلى تعبئة الفضاء الفرنكوفوني واتحاد مجموع الفاعلين للقضاء على هذه الأمراض بشكل جذري.

وأكد المتدخلون في هذا اللقاء، المنعقد يومي 21 و 22 نونبر بمقر البرلمان، أن التجربة أبانت أن أفضل السبل لرفع هذه التحديات هي توحيد الموارد والمؤهلات من خلال التزام تضامني ومتشاور بشأنه.

وأوضح رئيس مجلس النواب، السيد الحبيب المالكي، في كلمة بالمناسبة تلاها نائب رئيس المجلس، السيد رشيد العبدي، أن المغرب، باعتباره عضوا في المنظمة الدولية للفرنكوفونية وبالنظر لجذوره الإفريقية العميقة، عازم على دعم الجهود المبذولة على مستوى هذه الجمعية من خلال تقاسم تجربته من أجل محاربة أفضل لداء فقدان المناعة المكتسبة والسل والملاريا.

واعتبر أن محاربة هذه الأمراض لا يمكن أن تنحصر في معركة وطنية ضد داء عالمي، بل تستدعي تظافر الجهود من أجل رد موحد وتضامني يتجه بشكل حازم نحو استئصال هذه الأمراض.

وأشار إلى أن المخطط الوطني الاستراتيجي لمحاربة داء فقدان المناعة بالمغرب مكن من مضاعفة عدد المستفيدين ضمن المجموعات الرئيسية للوقاية عن قرب مائة مرة، في حين تضاعف عدد الأشخاص المستفيدين من أنشطة الكشف 300 مرة، إذ انتقل إلى 500 ألف ما بين سنتي 2000 و 2003، وهو ما مكن من حصر تفاقم الداء والحد من انتشاره.

وفي ما يتعلق بداء السل، انطلق البرنامج الوطني لمحاربة هذا الداء بالمغرب منذ سنة 1965، وتطورت الوضعية الوبائية بشكل إيجابي، إذ انتقل عدد الحالات من 30 ألف و893 سنة 1963 إلى القضاء عليه بشكل تام ابتداء من سنة 2004.

من جانبه، أكد رئيس مجلس المستشارين، السيد حكيم بن شماش، في كلمة تلاها نائب رئيس المجلس السيد أحمد التويزي أن التشريع الحالي ينظم المجالات الكبرى للانخراط لفائدة الحق في الصحة، من قبيل حماية الصحة والتغطية الصحية الاساسية ونظام المساعدة الطبية ومنظومة المهن الصحية.

وأضاف أن تنزيل مقتضيات الفصل 31 من الدستور تقتضي إعادة صياغة مرجعيات النظام الوطني للصحة العمومية استنادا إلى لجنة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تفسر الحق في الصحة المنصوص عليه في الفصل 12 من العهد الدولي للحقوق الاقتصادي والاجتماعية على أنه حق شامل تندرج في إطاره الخدمات الصحية الملائمة وكذا محددات الصحة من قبيل ولوج الماء الصالح للشرب ووسائل التطهير الملائمة والولوج للمواد الغذائية السليمة والتغذية والسكن وشروط الصحة في العمل والبيئة والتربية والإعلام حول الصحة.

ومن جهته، أكد رئيس الشبكة البرلمانية لمحاربة داء فقدان المناعة والسل والملاريا، ديديي بيربيرا، أن هذا اللقاء يهدف إلى إيجاد حلول ناجعة لمحاربة هذه الأمراض والظواهر التي تواجهها كل البلدان الفرنكوفونية، خاصة إفريقيا جنوب الصحراء، وتبادل وجهات النظر مع المنظمات غير الحكومية العاملة في هذا المجال وتقاسم الممارسات الجيدة.

وأضاف أن هذا اللقاء سيمكن أيضا من إطلاع البرلمانيين على هذه الأمراض وحثهم على تقديم مقترحات لتحسين الوضع وإقناع الحكومات باتخاذ إجراءات في مجال الصحة العمومية والنهوض بعدم التمييز تجاه الأشخاص المصابين وتعزيز العمل الفرنكوفوني.

وأبرز أن المغرب خطا خطى مهمة في مجال الوقاية والعلاج من أجل القضاء نهائيا على داء فقدان المناعة المكتسبة والسل والملاريا، مشيرا إلى أن الوضع في إفريقيا جنوب الصحراء يبقى مقلقا ويتطلب توحيد الجهود.

وتمحورت المداخلات خلال هذا اللقاء حول الوضع الراهن على المستوى الوطني، ودور البرلمانيين في محاربة داء فقدان المناعة المكتسبة والسل والملاريا، ومبادرة 2 مليون من الأطر الصحية في إفريقيا، فضلا عن تقديم نتائج العمل الذي قام به الصندوق العالمي لمحاربة داء فقدان المناعة في الدول الفرنكوفونية خلال سنة 2017.

ويتضمن برنامج هذا الاجتماع المصادقة على محضر الاجتماع الأخير الذي عقدته الشبكة البرلمانية بواكادوكو (بوركينافاسو) في شهر أكتوبر 2016، وتقرير حول مختلف أنشطة الشبكة، فضلا عن مناقشة موضوع داء السل وحقوق الإنسان، وتبادل الآراء بين البرلمانيين وممثلي بعض الهيئات الدولية.

يذكر أن الشبكة البرلمانية لمحاربة فقدان المناعة وداء السل والملاريا تأسست بمبادرة من الجمعية البرلمانية للفرنكوفونية بشراكة مع برنامج الأمم المتحدة لمكافحة فقدان المناعة (أونيسيدا) في إطار قرار حول تعزيز محاربة نقص المناعة في إفريقيا تمت المصادقة عليه في ياووندي سنة 2000.

قد يعجبك ايضا

اترك رد