أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون السابق، السيد صلاح الدين مزوار، مساء أمس الأربعاء بإفران، أن السياسة التي ينهجها المغرب حيال البلدان الإفريقية ترتكز على مقاربة الشراكة، والتقاسم والتضامن.
وقال السيد مزوار، في محاضرة ألقاها في جامعة الأخوين حول موضوع : “المغرب – إفريقيا: شراكة استراتيجية في خدمة التنمية والإستقرار”، إن “التوجه الإفريقي للمغرب يرتكز على قيم”، مشددا على أن المملكة “لا تعتمد مقاربة جشع تنبني على استغلال فرص، بل تنهج مقاربة أساسها الشراكة والتقاسم”.
وأوضح أن المغرب يواجه تحديات وله دور يتعين أن يضطلع به باعتبار موقعه الجيو-استراتيجي بين إفريقيا وأوروبا والعالم العربي، مبرزا الجهود التي تبذلها المملكة من أجل تطوير التعاون جنوب- جنوب.
وبعد أن أشار السيد مزوار إلى أن إفريقيا تعيش على وقع تحولات كبرى على كافة الأصعدة، شدد على ضرورة أن تتمكن البلدان الإفريقية من التكفل بقضاياها، خاصة وأن القارة تشهد بروز جيل جديد من القادة البراغماتيين.
وأبرز الطاقات الهائلة التي تزخر بها إفريقيا على الأصعدة الديمغرافية، والاقتصادية والثقافية، معتبرا أن القارة “ستشكل رهان الغد، وهو رهان ديمغرافي، واقتصادي، وأمني، وتنموي أيضا”.
وتطرق السيد مزوار، من جهة أخرى، إلى مسلسل اندماج المغرب في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، والمسلسل الجاري لإنشاء منطقة التبادل الحر بين البلدان الإفريقية، موضحا أن اندماج الدول الإفريقية على الصعيد الاقتصادي سيساهم في استقرار القارة.
وتندرج هذه المحاضرة، حسب المنظمين، في سياق استمرارية سياسة جامعة الأخوين التي “تقاسمت استراتيجيتها الإفريقية في شتنبر 2017 ، خلال إطلاق الترجمة العربية لكتاب (إفريقيا تتحرك)” لمؤلفيه غريغ ميلز، وجيفري هيربست، وأوليسيغان أوباسانجو وديكي دافي.
وتراهن الجامعة، التي تستقبل طلبة من إحدى عشر بلدا إفريقيا، على اتفاقيات مؤسساتية مكنتها من تعزيز الروابط مع جامعات ومعاهد إفريقية، من بينها الجامعة الأمريكية بالقاهرة (مصر)، وجامعة غانا وكلية أشيسي الجامعية في غانا والجامعة الأمريكية في نيجيريا.
وتعد جامعة الأخوين عضوا في الشبكة الإفريقية لمأسسة التربية، وهي هيئة غير حكومية تعنى بتطوير البحث النوعي وتعزيز القدرات والترافع من أجل تدويل التعليم العالي.