فنزويليو الشيلي يهتفون من سانتياغو برحيل نيكولاس مادورو

0 423

لم تمنع شمس زوال أمس السبت الحارقة الفنزويليين بسانتياغو من التجمهر بحديقة بوستامانتي وسط العاصمة الشيلية للتعبير عن دعمهم للرئيس بالنيابة، خوان غوايدو، رافعين أعلام بلدهم وحاملين لافتات تطالب ب”وطن حر” وزوال “نظام نيكولاس مادورو الديكتاتوري”.

واستهلت هذه الوقفة الاحتجاجية، المنظمة تلبية لدعوة لتعبئة دولية دعا إليها غوايدو، بترديد النشيد الوطني الفنزويلي الذي صدحت به حناجر المتظاهرين من أمهات وأطفال وشباب وشيوخ، مطالبين بالحرية للسياسيين الذين يقبعون خلف القضبان بسجون كراكاس وغيرها.

ووقف الحاضرون في المظاهرة، التي تميزت بمشاركة مواطنين شيليين كرسالة دعم لإخوانهم الفنزويليين، دقيقة صمت ترحما على أرواح الضحايا الذين قضوا في فنزويلا خلال الاحتجاجات.

وتابع المتظاهرون، الذين كانوا يرددون “مادورو إرحل”، بحماس كلمة لغواريكينا غوتييريث، الممثلة الدبلوماسية للجمعية الوطنية لفنزويلا بالشيلي، التي عينها الرئيس الفنزويلي بالنيابة في هذا المنصب.

وقالت غوتييريث إن فنزويلا “لم تعد تقبل الحوار” بسبب “الأزمة الإنسانية الوحشية” التي تضربها وبقسوة.

ولهذه الأسباب، شددت المسؤولة الفنزويلية على مطالب المعارضة المتمثلة في “إنهاء اغتصاب (السلطة)، وإحداث حكومة انتقالية، وإجراء انتخابات حرة ووصول المساعدات الإنسانية”، للشعب الفنزويلي الذي هو في أمس الحاجة إليها.

ولم تفوت الدبلوماسية الفرصة، وهي تتحدث أمام حشود تواقة للحرية ومسالمة وحاملة للافتات تدعم النظام الجديد، دون الإشارة إلى دعم المجتمع الدولي الكبير لغوايدو، مبرزة أن الإجراءات التي اتخذتها المعارضة الفنزويلية والتي فضلا عن كونها “سلمية” فهي منصوص عليها في الدستور وتحظى ب”دعم الشعب”.

كما عبر المحتجون، الذين اعتمروا في غالبيتهم قبعات ولبسوا قمصانا بألوان العلم الفنزويلي، عن امتنانهم الكبير للبلد المضيف، الشيلي، مرددين عبارة “شكرا الشيلي”، الذي يدعم نضالهم، شأنه في ذلك شأن العديد من الدول في كل بقاع المعمور، التي تعمل على دعم الحرية والازدهار للشعب الفنزويلي ضمن مناخ ديمقراطي وحر.

كما ثمن المتظاهرون وصفقوا كثيرا لإعلان المنظمين أن فرانسيسكو يانيث، الجنرال بسلاح الجو الفنزويلي، انشق عن “الحكم الديكتاتوري” لمادورو، وأقر بولائه للرئيس بالنيابة خوان غوايدو.

وأكد الجنرال يانيث، الذي قدم نفسه كمدير التخطيط الاستراتيجي بالقيادة العليا لسلاح الجو، في شريط فيديو بث على مواقع التواصل الاجتماعي، “أن 90 بالمائة من القوات المسلحة (…) لا تدعم الديكتاتور بل تدعم الشعب الفنزويلي”.

وذكر آخرون من الذين تحدثوا خلال هذه المظاهرة بالأزمة الإنسانية الخطيرة التي تتخبط فيها البلاد، مسهبين في شرح الأسباب التي دفعتهم إلى مغادرة بلادهم و اختيار المنفى لإعالة أقارب لهم بقوا هناك و مساعدتهم “من أجل الحصول على ما يسدون به رمقهم”.

وتظاهر عشرات الآلاف من الفنزويليين، أمس السبت، بكراكاس ومدن أخرى في جميع أنحاء البلاد ضد نظام مادورو، في حين دعا الرئيس بالنيابة إلى تنظيم مظاهرة جديدة في 12 فبراير الجاري.

وكان غوايدو قد حث، في 23 يناير، أنصاره على مد الجيش والشرطة بنسخة من “قانون العفو” الذي صادق عليه مؤخرا البرلمان، الهيأة الوحيدة التي تخضع لسيطرة المعارضة.

وينص القانون المذكور على العفو عن أي مسؤول، مدنيا كان أو عسكريا، أبدى تعاونه من أجل استعادة النظام الدستوري بالبلاد.

ويحظى غوايدو باعتراف الكثير من البلدان وفي مقدمتها الولايات المتحدة. كما أعلن البرلمان الأوربي، الخميس الماضي، اعترافه بغوايدو رئيسا “شرعيا” بالنيابة لفنزويلا، ودعا الدول الأعضاء إلى اتخاذ الخطوة ذاتها.

كما تقر بشرعية رئاسته لفنزويلا بالنيابة إحدى عشرة دولة بمجموعة ليما وهي كولومبيا والأرجنتين والبرازيل وكندا والشيلي وكوستاريكا وغواتيمالا والهندوراس وبنما والباراغواي والبيرو.

وبدورها لم تتخلف أستراليا عن ركب هذه الدول وسارعت إلى الإقرار بشرعية غوايدو، في حين منحت دول إسبانيا والبرتغال وفرنسا وبلجيكا وألمانيا وبريطانيا نظام مادورو مهلة من ثمانية أيام، ابتدأت في 26 يناير الماضي، للدعوة إلى إجراء انتخابات وإلا اعترفت هي الأخرى بغوايدو في منصب الرئيس بالنيابة.

قد يعجبك ايضا

اترك رد