أولت الصحف الصادرة، اليوم الجمعة ببلدان أمريكا الشمالية، اهتمامها، على الخصوص، للحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتأثيرها المحتمل على الاقتصاد، ولتنفيذ أكبر عملية اعتقال للمهاجرين غير الشرعيين في ولاية ميسيسيبي الأمريكية، ولإصلاح نظام الهجرة في كيبيك وفي بنما وكذا لمستجدات محاكمة الرئيس البنمي الأسبق، ريكاردو مارتينيلي.
فبالولايات المتحدة، كتبت صحيفة “نيويورك تايمز” أن البنك المركزي الأمريكي والكونغرس وفرا للرئيس دونالد ترامب مناخا أكثر ملاءمة للنمو الاقتصادي منذ عقود، لكن الحرب التجارية مع الصين تهدد بالحد من هذا النمو.
وأشارت اليومية إلى أن الرئيس ترامب اشتكى من الآثار الكارثية لقرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على الاقتصاد، بداية برفع أسعار الفائدة، ثم بعدم خفضها بالسرعة الكافية.
واعتبرت “نيويورك تايمز” أن سياسة الاحتياطي الفيدرالي دعمت جهود ترامب لتحقيق النمو الاقتصادي، مشيرة إلى أن البنك المركزي أبقى على أسعار فائدة أقل مما كان عليه الأمر مع أي رئيس آخر منذ جيمي كارتر.
وبالموازاة مع ذلك، تضيف الصحيفة، قدم الكونغرس مستوى غير عادي من الدعم الضريبي، مشيرة إلى أنه على مدى السنوات الـ 25 الماضية، استفاد رئيس واحد فقط من خفض ضريبي أعلى وإنفاق فدرالي أعلى مقارنة مع السيد ترامب منذ التوقيع على التخفيض الضريبي لسنة 2017، وهو جورج بوش، الذي شهدت فترته ولايتيه خفضا ضريبيا في العديد من المناسبات وعرفت تمويل الحربين في العراق وأفغانستان.
وأشارت اليومية إلى أن تدابير التحفيز الاقتصادي قللت من تأثير حرب ترامب التجارية مع الصين من خلال حماية الاقتصاد من الأضرار الناجمة عن ارتفاع الرسوم الجمركية التي فرضها كلا البلدين على بعضيهما.
وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة “واشنطن بوست” أن السلطات الأمريكية دافعت بشدة عن حملة المداهمات التي نفذتها أمس الخميس في ولاية ميسيسيبي واستهدفت سبع محطات لتصنيع المواد الغذائية بالولاية، ومكنت من اعتقال 680 شخصا من المهاجرين غير الشرعيين.
وأشارت اليومية إلى أن العملية طبعتها السرية لدرجة أن مسؤولي وكالة مكافحة الهجرة غير القانونية لم يبلغوا البيت الأبيض قبل بدء المداهمات.
وفي كندا، ذكرت صحيفة “لوسولاي” أن حكومة كيبيك كشفت عن جانب آخر من جوانب إصلاح نظام الهجرة، من خلال إطلاق “مسار المواكبة الشخصي”، الذي سيسمح بتوجيه المرشحين للهجرة منذ بداية إجراءاتهم، حتى إن كانوا لا يزالون بالخارج.
وكتبت الصحيفة أن “هذا الإعلان، الذي صدر أمس الخميس عن وزير الهجرة والتنوع والاندماج، سيمون جولين باريت، يأتي في أعقاب التدابير المعلنة في الأشهر الأخيرة بشأن نظام “أريما”، الذي يسمح بمواءمة الهجرة مع احتياجات سوق الشغل، وتعزيز برامج الفرنسة”.
وفي موضوع آخر، ذكرت “لابريس” أن شركة “فيسبوك” كشفت لأول مرة عن جميع الإعلانات ذات الطابع السياسي التي تنشرها في كندا، مشيرة إلى أن “الأحزاب الفيدرالية تعمل على تحسين استراتيجياتها للإعلانات، على بعد شهر واحد من إجراء الانتخابات العامة”.
وفي بنما، ركزت الصحف المحلية اهتمامها على مستجدات محاكمة الرئيس الأسبق، ريكاردو مارتينيلي (2009ـ2014)، المتابع بعدد من تهم الفساد خلال فترة ولايته، مشيرة إلى أن مصير مارتينيلي سيتحدد مساء اليوم الجمعة، حيث ينتظر أن تصدر المحكمة قرارها بتبرئته أو إدانته.
وذكرت صحيفة “إل سيغلو” أن المحكمة، وبعد الانتهاء من مرحلة الاستماع لدفوعات وشهود المشتكين والدفاع، ستعقد جلسة اليوم لإصدار حكمها بشأن التهم الموجهة للرئيس الأسبق، الذي يخضع حاليا للإقامة الجبرية، بعدما كان يتابع في حالة اعتقال منذ تسليمه من السلطات الأمريكية لنظيرتها البنمية قبل أزيد من سنة لمواجهته بالتهم المنسوبة إليه.
وأشارت الصحيفة إلى أن التهم الموجهة إلى مارتينيلي تشمل التنصت، من خلال مجلس الأمن القومي، على عدد من خصومه، بينهم سياسيون وإعلاميون، وجرائم أخرى ضد الإدارة، بينها الاختلاس.
من جهتها، توقفت صحيفة “لاإستريا” عند سياسة الحكومة البنمية الجديدة في مجال الهجرة، مشيرة إلى أن المديرة العامة للمصلحة الوطنية للهجرة، سميرة غوزين، أعلنت عن إلغاء مرسوم حكومي يسمح بتسوية وضعية المهاجرين، الشرعيين وغير الشرعيين، وتمكينهم من الحصول على الإقامة الدائمة.
ونقلت الصحيفة عن غوزين قولها، خلال مؤتمر صحفي أمس الخميس بوزارة الأمن، إن الحكومة لن تقوم، بموجب هذا القرار، بأي عمليات لتسوية وضعية المهاجرين، وذلك بعد تسوية وضعية نحو 300 ألف مهاجر خلال العشر سنوات الماضية، مذكرة بأن الرئيس لاورينتينو كورتيزو كان وعد بإصلاح شامل لسياسة الهجرة “تتماشى مع واقع ومصالح البلاد”.