“إيطاليا تفوز مرتين* “* .

0 449


بقلم” أبو أمين


إيطاليا تفوز يوم الأحد الماضي بلقب كأس أمم أوروبا على إنجلترا في ملعب ويمبلي
بركلات الترجيح 3-2 بعد نهاية الوقت الأصلي
وسط نحو 60 ألف مشجع إنجليزي.
بعد ذلك وقعت أحداث شغب فاز فيها مشجعو إيطاليا بحصة كبيرة من الرفس واللكم ومظاهر الهمجية البعيدة كل البعد عن الروح الرياضية
وانتشرت مقاطع فيديو لأعمال شغب وفوضى وعنف في محيط ملعب “ويمبلي”
في العاصمة البريطانية لندن، وأماكن أخرى مختلفة.
جماهير انجلترا في الملاعب من أعنف وأشرس الجماهير في العالم .ليس لقضية سامية أو فكرة نبيلة بل للتعصب الأعمى والشوفينية المقيتة غير ذي صلة بالحضارة والتسامح والروح الرياضية المقصودة من هذه اللعبة. دائماً اعمال شغب و دائماً ما تتدخل قوات الشغب ، بل حتى عند الفوز مظاهر تكسير الكراسي وتحطيم المنشآت وهلم جرا.
السؤال المطروح في هذا الدوري ما محل مشاركة الجالية المغاربية في الفوز أو الخسارة بالدوري بأغاني الشعبي والعري والسكر في هذا الكرنفال غير المضحك؟

قد يقول قائل مباراة مؤجلة بسبب كورونا والجماهير متعطشة لفضاء التنفيس و الفرح والرياضة وأشياء أخرى.
نعم أشياء أخرى مليئة بالعنصرية وشعارات نازية و
صيحات سياسيين فاشيين غوغاء ضد السود وضد الهجرة والمُهاجرين.
أي كرة هذه رغم متابعتها من طرف ملايير البشر إضافة إلى رؤساء الدول لتصبح مثل حلبة لمصارعة الثيران أومثل ميدان من ميادين كرنفال الرفس واللكم والعري والسكر والعربدة بل في أحيان كثيرة القتل.
أي كرة هذه التي انتقلت من لعبة الفقراء والمعدمين إلى تجارة أشبه بتجارة الرقيق التهمتها الرأسمالية وحولتها من المتعة والفرجة إلى صناعة العبودية والإشهار والقمار وجني الأرباح غير المشروعة.
بهذا الزخم غير الطبيعي وبهذه الرحلة غير الطبيعية التي مرت بها هذه اللعبة كنت أتحسر على ما آلت إليه ملاعب هذه الرياضة من عنف وهمجية وأتذكر المآسي التي خلفتها تصرفات وأعمال أناس لا علاقة لهم أصلا بهذه اللعبة الأنيقة.

ملاعب كرة القدم أصبحت ساحة حرب يوازبها ساحات حرب حقيقية خارج الملاعب .بل إن المعارك والحروب بين الأمم اصبحت تستلهم تكتيكاتها وبرامجها من داخل الملاعب.

الرياضة عموما وكرة القدم خصوصا وسائل حضاريَّة لاستثمار وتفعيل الطاقات الشبابيَّة، ومد الجسور بين الأمم والحضارات وتعكس النظرة الصحيحة لروح المنافسة والرياضة الشريفة والذوق الحضاري الرفيع.
إن ما رأيناه الأحد الماضي وما رأيناه سابقا من أحداث مؤسفة في الملاعب وخارج الملاعب لشيئ مرعب، تتحول فيه الكرة من صناعة الفرجة والفرحة والتنفيس إلى مشاهد الهمجية والعنف والبعد عن الطبيعة الإنسانية .

~يتبع

قد يعجبك ايضا

اترك رد