” المتشائمون في الأرض “.

0 323

بقلم هشام الدكاني

التشاؤم سلوك عقلي سلبي ينتظر صاحبه النتائج المرعبة في الحياة ، فالمتشائم لايرى من الحياة إلا ظلالها وسوادها وسلبياتها لدرجة أنه لايستطيع النظر إلى مباهج الحياة وسعادتها ، فهو دائم البحث عن شقوق وثقوب يعكر بها صفاء اللحظة ويحولها بمهارته التشاؤمية إلى لحظات أليمة وحزينة ، رغم أن ديننا الإسلامي يحث ويربي على التفاؤل وحسن الظن بالله وبالآخرين وعلى التوكل على الله في كل الأمور…
إلا أنه لا يخلو مجتمع من المجتمعات من عينات المتشائمين ، ففي كل دائرة أو حلقة ٱجتماعية توجد مثل هذه الشخصيات التي يتفادى الجميع الجلوس معها لأنها لاتحمل معها سوى أفكار سوداوية تجعل من يجالسها يندم على جلوسه معها.
ويشترك المتشائمين في صفات متشابهة ، فهم حتى وإن كانوا في أحسن أحوالهم وسألتهم عن الحال ، لا تجد لديهم بارقة أمل في أن يتفاءلوا أو يحمدوا الله على ماهم عليه من نعم ، فهم لاينظرون إلى الجهة المشرقة في الحياة ، لأن حياتهم ملئت سوادا بسبب سلوكهم الذي ٱنطبق على الواقع ، بل يعكس مظهرهم الخارجي الحالة التشاؤمية التي يعيشونها ، فترى ألوان ملابسهم باهتة ووجوهم خالية من تعابير السعادة والإبتسامة و حالة عدم الرضا عن حالهم تلبسهم حتى وإن كانوا ذوي مال ومنصب أو شيئا من هذا القبيل…
فالمتشائمون في أيامنا هذه زاد عددهم وقويت شوكتهم وكثرت محاجاتهم بعلم وبغير علم!
بمعرفة أو عن جهل!
الكل يردد ما يسمعه وما يقال له من دون تمحيص أو تفكير أو ٱختبار أو سؤال أو حتى بتدقيق ولو بسيط في مصدر ما يصله من معلومة أو خبر!!! وكل حجته بأن الحياة لم تعد كما كانت ، وبأن الدنيا تغيرت وأن كل شيء فيها لبس اللون الأسود ونزع عنه الأبيض…
فالعالم من وجهة نظر هذه الفئة بات ظلاما داكنا لا يرتجى خيره ولا يؤمل ٱعتداله!
لكن ، مهما بلغنا من التشاؤم درجة فإنه يمكننا وبٱنعطافة بسيطة العودة إلى مسار الحياة الصحيح التي ترى الممتلئ من الماء وتترك الفارغ منه… ترى النور وتهجر الظلمة…
بل ترى جمال الكون وحلاوته بعيدا عن منغصات الحياة…
هذا ما نريده لأنفسنا وما ننشده لأوطاننا وما نتمناه للعالم أجمع. فالحياة السعيدة تبدأ بالإنسان السعيد والعكس صحيح.

قد يعجبك ايضا

اترك رد