جئت للدراسة وليس للدعارة: الجنس مقابل النقط بقلم “أبو أمين”

0 814

`

في ثمانينيات القرن الماضي ونحن طلبة في الجامعة ،كان الحرم الجامعي يعج بفضائح جنسية بين طالبات نعرفهم جيدا وأساتذة ،ولم نكن نغفل أن بعض الطالبات كن طرفا أساسيا في الموضوع، كان بعضهن يتقربن من الأستاذ دون حياء و يراودنه على نفسه، ودون أن يمتنع هو بدوره، وعاينا إغراءات وتحرشات من بعض الطالبات يأتين إلى الحرم الجامعي في كامل زينتهن ،عاريات كاسيات يغرين ويتحرشن بأساتذتهن بل كن يقضين لياليهن الساخنة خارج أسوار الحي الجامعي الذي يعتقد أوليائهن أنهن يقمن ويقطن به للدراسة فقط.
.
وفي أواخر سنوات الثمانينات أيضا في إحدى المؤسسات الجامعية، قام أستاذ شاب، وبدون خجل، بعد فتح أوراق الإمتحان بتغيير النقطة الممنوحة لإحدى الطالبات بزيادة اربع نقط في ورقة امتحانها من أجل ترجيح نجاحها في الإمتحانات ، محدثا بذلك خللا في تكافؤ الفرص . وكانت أوراق الإمتحان آنذاك تغطى فيها أسماء الطلبة والطالبات بما يسمى بسرية الإمتحان أو “l’anonymat”، وتفتح لتظهر الأسماء عند المداولات ، وترتب على ذلك احتقان داخل قاعة المداولات حيث انتفض رئيس لجنة الإمتحانات رافضا هذا السلوك غير المسؤول موضحا أن تغيير النقطة هو بمثابة تزوير يعاقب عليه القانون وأن زيادة 4 نقط لطالبة هو بمثابة ظلم وعدم تكافؤ الفرص مع باقي طلبة المؤسسة، وتدخل العميد بشكل مباشر بانتقاد سلوك الأستاذ غير القانوني وأجرى بحثا في الموضوع ليكتشف أن الأستاذ على علاقة غير شرعية مع الطالبة المعنية ،دون اتخاذ أي متعين.

وفي الآونة الأخيرة شاهدنا كيف يتحرش بعض الأساتذة بطالباتهم من أجل ممارسة الجنس مقابل النقط أو مقابل التسجيل في الماستر كما وقع في كلية سطات.
أما في نهاية الأسبوع و أمام أبواب الأحياء الجامعية فحدث ولا حرج حيث يعرف التحرش ازديادا وجرعة زائدة : سيارات بالجملة تقف أمام الأحياء الجامعية وأخرى تسير مجيئا وذهابا بحثا على فرائسها من الطالبات.
إنها سلوكات مشينة، وإن تطبعنا معها بسبب الطابوهات أو بسبب التستر والكتمان من طرف الإدارة والمسؤولين فإنها تبقى جرائم خطيرة يعاقب عليها القانون الجنائي خصوصا وأنها تحصل في إطار تراتبية (أستاذ/طالبة- رئيس جامعة أو عميد أو مسؤول إداري/ /طالبة أومرؤوسة إدارية؛ ) مما يعد شططا في استعمال السلطة، واستغلالا للنفوذ وهو جرم واضح المعالم.
وكثير هن الطالبات اللاتي توقفن عن الدراسة بسبب تحرش أستاذ وفضلن الإنسحاب في صمت والسكوت خوفا من الفضيحة أو بسبب إكراهات الأدلة و الإثبات و تسامح القانون على مستوى النص القانوني.

إن استغلال الطالبات و ممارسة الجنس معهن، لإشباع الرغبات الجنسية في إطار هذه التراتبية لهو شطط ما بعده شطط واستغلال للنفوذ .
والآن كثير من الأسر بالمغرب اضطرت لمنع بناتها من متابعة دراساتها العليا بسبب ما تعرفه الجامعة المغربية من مظاهر التسيب والفساد و الإنحلال الأخلاقي بسبب الحرية المطلقة وغياب الوازع الديني والضمير الأخلاقي.
وإذا كانت معادلة أستاذ طالبة غير متكافئة لا من الناحية المادية ولا من الناحية المعنوية الإعتبارية من جانب الأستاذ ،فإن الطالبة التي تمنح جسدها لأستاذها وتفضل امتحان الجنس والفراش بدل امتحان العلم والكفاءة ، تبقى بدورها مسؤولة مسؤولية الراشد على أفعالها ويجب إنزال العقوبات الجزائية عليها أيضا باعتبارها جزئا لا يتجزأ من معادلة “الجنس مقابل النقط “.
وتبقى الشهادة الأكاديمية التي تحصلت عليها، في النهاية هي شهادة سريرية تعكس مؤهلاتها الجنسية لا المعرفية.
ثم أي أستاذة تلك أو أي إطارة إدارية تلكم التي ستتخرج من الجامعة وقد مرت مرارا وتكرارا من فراش أستاذها وزميلها وربما آخرون كثيرون لتعيد إنتاج ما قامت به في سوق العمل وتتكرر الرذيلة والفساد ،وبالنسبة لنا إنها ليست موظفة إنها آلة سريرية للجنس وليس للعمل.
أما ذلك الأستاذ الذي فضل بيع نقطه في سوق الرذيلة و جعل الفراش مجالا للإمتحان بدل الاستحقاق والعلم والكفاءة فقد انتزعت منه مكانته الإعتبارية باعتبار الصورة النمطية التي يكونها عليه المجتمع بكونه حامل لمشعل العلم والنور، و بأفعاله الشنيعة تلك، لم يعد ذلك الرمز الذي كاد أن يكون رسولا،بعدما اختار أن يبيع نقطه في فراش الرذيلة و جعل السرير مجالا للإستحقاق بدل العلم والمعرفة.
وقديما كنا نسمع المثل الشعبي “ازني مع اليهود واترك الجيران شهود”
.
إنها مشاهد مقززة وغير سوية عرفتها الجامعة ولا زالت تعرفها إلى حد الساعة وتعبر عن واقع مرضي يزيد أزمة الجامعة خصوصا والتعليم عموما .

الآن أعتقد أننا وصلنا إلى المراحل النهائية لهذه الأزمة المتجذرة في الفضاء الجامعي بعدما فجرها الهاتف الذكي ومن ثمة مواقع التواصل الإجتماعي والصحف الورقية والإلكترونية وبعد تخصيص الجامعات لخط أخضر من أجل التبليغ على حالات التحرش ثم دخول المجلس الوطني لحقوق الإنسان على الخط، لدعم ضحايا الجرائم الجنسية في الجامعات والمؤسسات العمومية المغربية.

لنغني جميعا أم كلثوم و نشيد الجامعة

دعوة الداعي الي القصد النبيل

شيدوا المجد على العلم وهبوا

ثم سيروا كل جمع في سبيل

نحن للوطن عدة الزمن

كلنا فداء نبتغي علا…..ألخ

قد يعجبك ايضا

اترك رد