حارس أمن خاص بمنطقة النخيل، أصبح يتقمص دور المحامي و الصحفي و المصلح الإجتماعي !!!

0 1٬474

لقد تعرضت مهنة الصحافة النبيلة لغزو شنيع لم يسبق له مثيل كباقي المهن، حيث أصبحنا اليوم أمام ظاهرة خطيرة ألا وهي استغلال الصحافة كمهنة لمن لا مهنة له و لبعض المسترزقين بمدينة مراكش .

لم يعد الصحفيون المهنيون يعرفون ما يقدمون وما يؤخرون بوجود بعض الطفيليات التي إقتحمت الحقل الإعلامي، ليس بغرض تقديم الأخبار و إظهار العيوب و توعية المواطنين و الدفاع عن الحق والمساهمة في تطهير المجتمع من الشوائب والإكراهات و السعي نحو الإصلاح والتغيير الديمقراطي بنقل الحقائق و تنوير الرأي العام بمستجدات الساحة ، بل !!!، إن هدفهم هو التملق من أجل التسلق والتقرب من المنتخبين أصحاب الشكارة لتحقيق المصلحة الخاصة التي هي فوق كل أي اعتبار بالنسبة لهم، للحصول على قفة رمضان و قفة العيد و القفة المعيشية اليومية، أو أضحية العيد و شراء لوازم الدخول المدرسي، أو بعض الدراهم المعدودة في كل لقاء و اجتماع و دورة .

لا يخجل مثل هؤلاء الإنتهازيين من مدِّ يده و طلب الصدقة تحت *”شعار صحفي تحت الطلب، ميزي تربح تطبال من الدرجة الأولى“*.

هؤلاء المرتزقة لا يهمهم الشأن المحلي أو مصلحة المواطن فهم يبحثون عن المنفعة الخاصة ، كل واحد “باغي فين ياكل” لا أقل ولا أكثر ، مستغلين المنابر الاعلامية و عدساتهم في الابتزاز و التطبيل لمن يدفع أكثر ، بغضّ النظر عن الأخلاق و الكرامة و الحقيقة و العمل الجاد.

إن حياتنا الإنسانية تنقسم بين ما هو نبيل وشريف وآخر وضيع و رخيص ، بين الفضيلة والرذيلة، بين النزيه و الفاسد.
لكن الأقلام المأجورة إستغلت الفرصة لتقمص دور المحامي للدفاع والتھويل والمبالغة عن من يقترب من زمرة الفساد بغية الإستفادة من كعكة الفساد تحت شعار “ تايدير المزيان و تايكرمنا” ، و هذا يندمج في إطار تشجيع الفاسدين المختلسين الناهبين للمال العام واللصوص و المرتشين على المضي قدما في نهب المال العام وتبديده والمتاجرة بمصالح وأزمات المواطنين ، رغم أنها جريمة يعاقب عليها القانون الجنائي المغربي و المغرب قطع أشواطا كبيرة من أجل القطع مع الفساد والمفسدين.

لكن الجديد هو أن الفساد والمفسدين بدأ الكلام عنهم من طرف هذه الفئة وكأنهم شرفاء نزهاء أدو واجبهم اتجاه الوطن و المواطن، و بكل جرأة بعدما رفعت السلطات القضائية من وثيرة فتح التحقيقات و الأبحاث بخصوص الشكايات التي تتوصل بها، وتم تحريك المتابعات و اعتقال كل من ظن أنه فوق القانون ولن يطاله العقاب بسبب قربه من بعض الجهات النافدة أو قيادات حزبية وازنة لها شبكات من العلاقات المتشعبة، بدأ الكلام عن الأصل و العفو و الفرج والطيبة و الكرم.

و على غرار ذلك بعض النماذج الفاسدة بالمدينة الحمراء التي طالتها أيادي القضاء بتهم ثقيلة وهي الآن قابعة بالسجن كانت تطبل لها بعض المنابر الإعلامية الصفراء المحلية والغير محلية بواسطة مراسلين دخلاء على المهنة كأمثال بطل مقالنا اليوم ، همهم الوحيد هو الإسترزاق و البحث عن لقمة العيش و كسب ورقات نقدية مهما كلف الأمر، و هنا نتحدث عن أحد النمادج المعروفة بمراكش في الإسترزاق، و التي بدأت مسارها بتصفية الحسابات و ابتزاز المنتخبين و الجمعويين، فعلى سبيل المثال، مول الأسواق أحد ضحايا هذا الاخير، الذي رفض الخضوع لطلب مساعدة لشراء أضحية العيد، فتم تسليط الضوء عليه من طرف المرتزق، ثم أحد الجمعويين الذي طلب منه المرتزق أن يأخذ أولاده للمخيم، و قس على ذلك …

الحديث هنا عن حارس أمن خاص أصبح مراسل يحمل في الفترة الصباحية منبرا يحمل إسم شبيه لنوع من أنواع العلك وفي الفترة المسائية يغيره بمنبر آخر في إطار المساهمة في تميع مهنة الجلالة وضرب أخلاقياتها ، يجيد التملق و التسلق، يعتبر نفسه محامي بعض الفاسدين السياسيين في سبيل الحصول على الحوافز و ثمن التطبيل، هذه المهنة الشريفة والسامية، هذا الشخص جمع كل الصفات على حساب صفحته الفايسبوكية( فاعل جمعوي و سياسي و حقوقي و مدون و مراسل)، لقد نسي أن يظيف كاتب و ناقد و شاعر و روائي و مؤرخ و فيلسوف وطبّال و متسلق ومتملق ومنافق بدرجة فارس…إلخ ( مع احترامي و تقديري لشرفاء مهنة الأمن الخاص).

هذا المراسل يخرج من بيته كل صباح للبحث عن ضحية جديدة لكسب قوت يومه، يكتب تدوينات من أجل استفزاز و الإيقاع بالبعض حتى يقدموا له دراهم سكوته، هذه التدوينات التي لا تتعدى عشرة كلمات، و تجدها ناقصة التعبير والاسلوب، كلها أخطاء إملائية، تبين مستوى مدونها، لكن نلتمس له العذر، لأنه حصل على شهادة البكالوريا الحرة حديثا، ومع ذلك هذا ليس عيبا، ولكن العيب هو الحديث عن الأشخاص النزهاء الشرفاء و المثقفين و المشهود لهم بالكفاءة، و الصحفيين المهنيين أصحاب الأقلام الصريحة و النزيهة، و تشجيع المفسدين والخائنين للوطن و نشر مغالطات لا اساس لها من الصحة و تغليط الرأي العام.

حيث أن هذا المرتزق تبرأ من لقب ابيه فتقَلد لقب دولة عريقة عندما كان يسكنها العرب، و وصف نفسه بابن النخيل، و نسي أن يذكر من ساهم في نشر البناء العشوائي في احد الدواوير هناك ، فكيف له أن ينتقد الفاسدين و المدمنين، إن الأصل غلاب.

اليوم لم يعد لمهنة الجلالة باب يغلق في وجه هذه الطينة التي يعرفعا القاصي والذاني، والتي أضحت تبحث عن المكاسب دون تحقيق الغاية، بل نصَّبت نفسها كهيئة للدفاع عن المفسدين و الهجوم على عدد من المواقع الإعلامية التي تنشر الأخبار الحقيقية لتنوير الرأي العام، و تنوِّه بالمجهودات الجبارة التي تقوم بها السلطات القضائية في محاربة الفساد و تفعيل مضامين خطابات جلالة الملك حفظه الله و الرامية إلى ربط المسؤولية بالمحاسبة و تخليق الحياة السياسية و البرلمانية.

في حين نسي “السكيرتي” عفوا المراسل منتحل صفة المحامي المدافع الرسالة النبيلة لمهنة الصحافة و الأدوار التي يمكن لها أن تلعبها في محاربة الشوائب والفساد بأنواعه و المساهمة الفعالة في بناء مجتمع راقي، و المضي قدما نحو مغرب ديمقراطي وحداثي يتساوى فيه كل المغاربة في الحقوق و الواجبات، بعيدا عن الحسابات الضيقة التي يمكن أن تكرس لنا نفس المظاهر السلبية كالفساد ونهب المال العام و خيانة الأمانة و الإحتيال و استغلال النفوذ و الابتزاز و الغدر و الإرتشاء و تبييض الاموال…إلخ

كيف له أن يعرف هذا و هو محدود المعرفة و الثقافة، و لم يتكون في هذه المهنة، لقد بدأ كمُصور أعراس و انتهى كطبال، و الآن يتطلع إلى أن يصبح مُخبر.

يتبع…..يتبع….يتبع..

ترقبوا الجزء الثاني

قد يعجبك ايضا

اترك رد