قالت..
دثرني بما ألفت يداك
من غبار انكساري
بُرهةٌ من رعشة نبض تكفي لموتي
واختلاج عين يكفي لإنهياري
أهز بجدع الحياة
تتساقط الذكرى ألما
أعاتبها
أعابتها
أقلبها رأسا علي وجع
فأتساقط والبعض من ألمي
وفرح فارغ يشب هذوءي
كلمات جاحدة تتلحف برودة ملاذي
وحلما تقوس في رحم الغيب
ينتظر المخاض
يصحو على موت من ذاكرتي
وأغوية صور
من سديم سحيق
وشبق يفك رباط الصمت
تحث الدجنة
يحيك من الغيمات رداءً
يدثر كسور هامتي
يلبسه عباءة طهر لصلاة
هزيع في غير محرابي
***
دثرني بما ألفت يمناك
من غبار المعاني
علني أرتق فتوق القوافي
وأشد على خصر القصائد
بوجع الحنين
في سفر حزين
إلى مكمن النبض
على صهوة حرف كسيح
بسكين ومقصلة
***
دثرني بما ألفت يداك
من غبار فنائي
علني انبعث عنقاءً من رمادي
يا أنت
استندت عليك حُلُما
مرتهلا في شارع سقيم
وأمطت اللثام عن قصيدتي
غامضة الرؤي
أرغت في الشعور
وظلي الممتد في دياجير الوقت
اتخذني عنقاءً في حضرة الموت
وكنت رماد الخلق الجديد..
***
دثرني بما ألفت نواياك
لأمزق رشفتك ذات حزن
من شوق انتظاري..
أيها المستكين بأحشائي
كحلم ميت
اكصدفة مرت
كجرح بهيج
يحرث ليلي احتراقا
بضحكات موجلة
وأنين غَصات تركض
كلعنة حبلى
من بحار الشقاء الوجيلة
بلا حياة
ساخت فيها
أحلامنا العنيدة..
دثرني بما ألفت النهايات
حريري حليمة
.